خلال الحرب الباردة، وفيما كان ال إف. بي. آي. ماضياً في جمع معلوماته عن أتباع كارل ماركس، الفعليين منهم والوهميين، استرعى انتباهَ الجهاز ماركس آخر: الكوميدي غروشو. مطاردة غروشو كانت موضوع مقالة كتبها لمجلة "نايشن" الأميركية بروفيسور في جامعة كاليفورنيا هو جون واينير، بعدما اطلع على ملف له من 186 صفحة لدى ال إف. بي. آي. يغطي 27 عاماً، ويسوّغ نفسه بالقانون المتعلق بحرية المعلومات. معظم هذا الملف وكثيراً ما يرد فيه اسم غروشو خطأً: Graucho بدل Groucho معني بامور لا علاقة لها كليا بالسياسة، كما ان 14 صفحة منه ممنوع الاطلاع عليها حتى الآن. غير ان صفحات منه تتناول بعض التفاصيل في ما خص نشاطاته لخدمة "أغراض يسارية" في هوليوود الثلاثينات والاربعينات. هكذا تلاحظ احدى المذكرات المكتوبة في 1953 والمرسلة الى ادغار هوفر، مدير ال إف. بي. آي. الشهير، أن عضواً في الحزب الشيوعي في سان دييغو "ذكر مؤخراً لمخبر موثوق ان غروشو ماركس شديد التورط مع الحزب الشيوعي الاميركي". لكن المذكرة تنقل أيضاً عن مخبر من لوس انجليس ان "ماركس لم ينتم أبداً الى الحزب الشيوعي". نجل غروشو، أرثر ماركس، علق على المقالة والمعلومات قائلاً إن أباه المتوفي في 1977 عن 87 عاماً، لم ينتسب أبداً الى الحزب الشيوعي، "فقد أمضى حياته كلها ديموقراطياً". ورأى النجل أن مشاركة والده في تأسيس "نقابة ممثلي الشاشة" ربما كانت سبب هذا "الاهتمام" المخابراتي به. على أية حال فال إف. بي. آي. كانت لتكفّ عن محاولتها لو بلغتها نكتة غروشو الشهيرة: "نعم أنا ماركسي، لكنْ على مذهب غروشو". الا ان بين المخابرات والنكات بوناً شاسعاً