يتحفنا منيب بركات في رسالته المنشورة في "الحياة" 31/8/1998 تحت عنوان الأكراد وعراقهم بمعلومات غريبة عن أكراد العراق. يقول: "ان عدد الأكراد في شمال العراق في مطلع القرن كان أقل من مئة ألف غير أن المجازر في ايرانوتركيا حملت عشرات الآلاف بل المئات على اللجوء الى شمال العراق". كلام الكاتب يثير السخرية والاستهزاء لدى القارئ اذ يبدو انه بمحاولته الاقلال من عدد الأكراد وكأنه يبرر انتهاك الحقوق القومية والانسانية لهم. ان أكراد شمال العراق ليسوا ممن نزحوا من تركياوايران نتيجة المجازر التي يذكرها الكاتب وانما هم من سكانه منذ أحقاب طويلة تمتد الى عشرة آلاف سنة وأكثر. اما الأكراد الذين نزحوا من تركيا هاجر معظمهم الى لبنان أو الى سورية. لم يمنح العراق الشمال وكما يذكر الكاتب نوعاً من الاستقلال بعد عام 1968 وانما فرضت الحركة التحررية الكردية بقيادة مصطفى بارزاني على الحكومة العراقية، وكان صدام حسين نائباً لرئيس الجمهورية آنذاك، الاعتراف بالحقوق القومية الكردية وتمت صياغة ذلك ضمن بيان صدر في 11 آذار مارس 1970 وحصل الأكراد على الحكم الذاتي بموجبه. لم يطعن الأكراد عراقهم كما يدّعي الكاتب بل طعن النظام العراقي الأكراد والعرب وطعن الكويتوايران من الخلف وطعن كربلاء والنجف. ان الترهات التي كتبها في رسالته لا تعدو سوى تلفيقات صادرة عن مشاعر حاقدة على الأكراد لا تنفع أصحابها ولا تمنحهم غير الضحالة.