} السيد المحرر تحية وبعد، استوقفتني في العدد 12893 "الحياة" الاثنين 22 حزيران/ يونيو 1998 في الصفحات الأدبية ترجمة عن ريزماريا ريلكه، وقبل أن أبدأ القراءة، استوقفني مقال سليم بركات، فأنصرفت إليه. لم أطلع على ما كتب عنه، لذلك لن أجادل فيه. وليته اقتصر على "النوايا الحقيقية لأدبه" من دون التطرق إلى الجوانب السياسية والقومية، التي حمله على خوضها المشككون، في ما اعتقد. لذلك أحب أن أسوق بعض المعلومات: - مطلع القرن كان عدد الأكراد في شمال العراق أقل من مئة ألف راجع الاحصاء البريطاني. غير ان المجازر في إيرانوتركيا حملت عشرات الألوف، بل المئات، على اللجوء إلى شمال العراق، فرحب بهم. مع ذلك حاول الأكراد في ذلك الشمال أول محاولة عام 1936 في ما اذكر وبدافع انكليزي. فقصفهم بكر صدقي، الكردي. تجددت محاولاتهم منذ عهد عبدالكريم قاسم، بينما لم يتحركوا في إيران أو تركيا. عددهم في إيران أكثر من سبعة ملايين، وفي تركيا 12 مليوناً وقيل 18 مليوناً". - خلال الحرب العالمية الثانية طرح روزفلت مشروع الكوريدور الكردي الممتد من شمال العراق، إلى البحر عبر شمال سورية، على أن تكون الاسكندرون مرفأه. وقطعت فرنسا عليه الطريق بأن منحت تركيا اللواء انطاكية واسكندرون باستفتاء مزور. فحتى الآن تسعون في المئة من سكان اللواء عرب، لا أتراك. - بعد عام 1968، وبعد صدامات ولقاءات وحوارات، منح العراق الشمال نوعاً من الاستقلال الذاتي المرتبط بالمركز بغداد. انتخاب الممثلين حتى على مستوى المخاتير. وحوّل الشمال إلى مصيف نادر: الطرقات، البحيرات، تحديث البناء... الخ، مما لم يمنحه الاتحاد السوفياتي إلى أية بقعة من بقاعه. وجعلت بغداد اللغة الكردية اللغة الثانية بعد العربية .... ماذا فعل الأكراد بعراقهم؟ اهتبلوا أولى الفرص لطعنه في الظهر. ففيما كانت قواته مشغولة، أعلن الأكراد انفصالهم وحملوا السلاح ضده. أكثر من ذلك، حرضهم المحرض ليحتلوا كركوك والموصل، فاضطر العراق إلى خرق الحظر وضرب المحاولة. ماذا فعل المحرض؟ أراد أن يثبت للعالم الخارجي ان "العراق" مجرم، واستغل اعلامياً ما حل بالأكراد! ثمة حقائق كثيرة أعرفها، لا اريد أن اذكرها، لأنها تتناول أشخاصاً محددين. لذلك اكتفي بهذا القدر.