واشنطن - رويترز - الاطباء الذين اختبروا عقار علاج العجز الجنسي "الفياغرا" قبل ان تقره الحكومة، يركزون جهودهم الآن على الخطوة التالية: تحديد اصحاب العجز الاكثر استفادة من هذا العقار. والاطباء والمسؤولون الحكوميون الأميركيون مقتنعون بأن العقار آمن، على الرغم من الاهتمام الاعلامي بتقارير عن وفاة عدد من الرجال بعد تناوله. لكنهم يقولون ان الخطوة التالية هي محاولة معرفة ما اذا كانت هناك فئة من الرجال ستنتفع بالفياغرا أكثر من غيرها. وربما يستطلع هؤلاء الاطباء آراء المزيد من زوجات من يتعاطون الفياغرا للتأكد من حقيقة النجاح الذي يتحدث عنه المرضي انفسهم. وقال الطبيب وليام ستيرز من جامعة فرجينيا الذي ساعد في اختبار العقار لحساب شركة فايزر "اعتقد انه في بعض الفئات سيكون مفعول العقار افضل". واضاف انه يلتقي نحو 500 مريض جديد يعانون من خلل وظيفي لأسباب تتراوح بين مرض السكري وعمليات جراحية في البروستاتا ومشاكل نفسية. وتابع ستيرز في اتصال هاتفي "سأبحث بين هذه المجموعات لأرى اياً منهم اكثر استجابة" للفياغرا. ويختبر الطبيب اروين جولدشتاين من جامعة بوسطن عقار الفياغرا على النساء ويعتزم اجراء اختبارات لمعرفة ما اذا كان يمنع بالفعل العجز الجنسي. ويتركز مفعول الفياغرا في جعل الدم يذهب الى الاعضاء التناسلية. وقال غولدشتاين ان العقار قد يحافظ على صحة الاعضاء التناسلية وقدرتها على العمل لدى فئات مثل مرضى السكري. ولكنه قال انه سيكون من الصعب تحديد مدى فعالية الفياغرا بدقة ما دام قياس الخلل الوظيفي يقوم على معايير شخصية ذاتية. واضاف: "هذا يجعلها دراسة صعبة. اعتقد ان معيار الفعالية هو عدد المرضى الذين يكررون استخدام العقار على نفقتهم. اذ لو لم يكن فعالاً لما دفعوا الثمن المرة تلو المرة". وتظهر الاحصاءات ان المرضى يقبلون على العقار بالفعل. وتقول شركة "اي ام اس هيلث" لبحوث السوق ان 9.2 مليون تذكرة طبية تصف الفياغرا للمرضى سجلت في الشهور الثلاثة الماضية وبلغت قيمة المبيعات 5.259 مليون دولار، ومن المتوقع ان تصل الى بليون دولار بحلول آذار مارس 1999. وقالت مجلة نيوانغلاند جورنال اوف مديسن التي نشرت البحث الاصلي لستيرز وفريق من الخبراء من شتى انحاء البلاد انها ترحب باجراء دراسة اكثر تفصيلاً. وقال روبرت اوتيغار نائب رئيس التحرير في حديث هاتفي: "ليس لدينا معلومات بعد عن الفئات من الرجال التي تستجيب للعقار وتلك التي لا تستجيب. ويتساءل المرء ما اذا كنا سنتمكن مع اتساع عدد مستخدمي العقار من ان نحدد مسبقا من سيستفيد ومن لن يستفيد". وقال اوتيغر وستيرز انهما سيسعيان ايضاً للحصول على تفاصيل بشان الاثار الجانبية مع تزايد عدد الرجال الذين يتناولون العقار0 ولكن لا يساورهما قلق كبير من التقارير عن وفاة بعض الرجال الذين تناولوا العقار. ولا تعطي ادارة الاغذية والعقاقير بيانات بشان الوفيات الا اذا كان هناك طلب محدد وفقا لحرية تداول المعلومات، ولكن آخر البيانات التي اصدرتها الادارة افادت بأن 30 رجلاً توفوا بعد تناولهم العقار. وتقول الادارة انه لا يوجد دليل على ان العقار تسبب في هذه الوفيات ولكنها ما زالت تتحرى الامر بالتعاون مع شركة فايزر. ولا يرى ستيرز ان عدد الوفيات ليس مفاجئاً: "اذا اجرينا مسحا لاعمار المتوفين والمشاكل الصحية التي كانوا يعانون منها وكذلك الذين تناولوا العقار خطأ مع النيترات او النيتروجلسرين فان المسالة لا تنطوي على كوارث ضخمة". واشار اوتيغر الى ان من المعروف ان الفياغرا يتفاعل بصورة سيئة مع ادوية امراض القلب التي تحتوي على نيترات. واضاف انه يرحب بان تتضمن اي دراسة تأكيداً من الزوجات لفعالية الفياغرا. وتابع: "كان من المفيد لو تضمنت الدراسات بعض التاكيد من الزوجات. اعتقد انها ستكون اضافة مفيدة لأي دراسة"، مشيراً الى ان النتائج المعملية قد تختلف عن التجربة الواقعية. ويتفق ستيرز مع هذا ويضيف: "في اطار الدراسة كان هناك جزء مخصص للزوجات"، واردف ان الزوجات قدمن له الدليل على ان العقار فعال. راجع معلومات اقتصادية عن الفياغرا في الصفحة التاسعة من هذا العدد.