أود الرد على مقالة جمال خاشقجي في عدد "الحياة" الصادر يوم الأحد 10 أيار مايو 1998 وجاء فيها على لسان رؤوف دنكطاش "غير أن هناك رغبات خافتة تسمع من بعض القبارصة الأتراك عن إمكان أن تهذب اخلاقيات أوروبا الموحدة السلوك اليوناني القبرصي وأن يستفيد الأتراك المحرومون من رغد العيش الذي يعيشه جيرانهم، فيرتفع مستوى دخل الفرد من 4 آلاف دولار إلى 14 آلاف دولار. لكن سرعان ما تصطدم هذه الرغبات بواقع التعنت اليوناني القبرصي الذي يتحدث عن الهيلينية والاندماج المقدس مع اليونان". عن أي هيلينية واندماج يتحدث المقال؟ إذا كان السبب الرئيسي في فشل المحاولة اليتيمة التي تمت في عهد حكم الكولونيل بابادوبولس لليونان - محاولة ضم الجزيرة إلى اليونان - هو عدم رغبة القبارصة ومعارضتهم لهذا الضم والانصهار باليونان، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا يوجد ولا تتضمن برامج وأهداف الأحزاب القبرصية أي دعوة أو رغبة للانضمام حتى أقربهم لليونان. وفي الحملة الانتخابية الأخيرة لكليريدس ركز على رغبتين: الأولى، العمل على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والثانية متابعة محادثات السلام مع القبارصة الأتراك. إن الشعب القبرصي يفخر بأن دخل الفرد في الجزيرة لهو أفضل من اليونان، ولا يمكن أن يفرط بهذا الاستقرار الذي ينعم به تحت أي شعار أو دعوة انضمام