حذر رئيس جماعة «تعاون المسلمين» في نيجيريا الداعية داود عمران ملاسا، من أعمال جماعة «بوكو حرام» ضد المسلمين في بلاده، معتبراً أن «أي تدخل أجنبي في القتال داخل نيجيريا سيؤدي إلى تفجر الأوضاع الأمنية وإعلان بدء الحرب الأهلية». وقال ملاسا إن فتوى المفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ -التي نقلتها «الحياة» أخيراً وفيها اعتبر «بوكو حرام» فئة من الخوارج- «جاءت في وقتها، وهي فتوى مهمة وتدعم تبرئة المسلمين من أعمال هذه الجماعة الإرهابية، والتي تضم مقاتلين مسيحيين في صفوفها». وأكد الداعية النيجيري ملاسا في حديث إلى «الحياة» أن المسلمين في بلاده يؤيدون فتوى المفتي العام للسعودية في شكل كامل، «نحن في جماعة تعاون المسلمين نؤيد هذه الفتوى في شكل كامل، لأن هذه الجماعة لا تعمل لمصلحة المسلمين، وهي ليست جماعة تنتمي إلى مذهب أهل السنة والجماعة، كما يصورها البعض، وتدعي ذلك مع الأسف». وكان المفتي العام للسعودية اعتبر في تصريحات إلى «الحياة» الشهر الماضي، أن جماعة «بوكو حرام» من الخوارج، ولا تمثل المسلمين»، مشيراً إلى أن أعمال الخطف والقتل ليست من الدين الإسلامي». وارتكبت جماعة «بوكو حرام» مجزرة أوقعت مئات القتلى من المدنيين، فيما تعهدت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بمساعدة أبوجا في العثور على أكثر من 200 تلميذة خطفتهنّ الحركة الشهر الماضي. واتهم ملاسا «بوكو حرام» بأنها تعمل لمصلحة الأجهزة الاستخباراتية الغربية لأجل منحهم الضوء الأخضر للتدخل في البلاد، وقال: «هذه الجماعة تعمل لمصلحة الاستخبارات الأجنبية، لأن كل العمليات التي تنفذها داخل نيجيريا ليست لمصلحة المسلمين إطلاقاً»، مشيراً إلى أن المسيحيين -على حد وصفه- «يودون أن تكون لهم قاعدة عسكرية داخل البلاد، وهم المستفيدون من هذه الأعمال». ودعا ملاسا السعودية إلى أن تلعب دوراً كبيراً في حماية الأكثرية المسلمة في نيجيريا، وقال: «نحن نطلب من المملكة العربية السعودية التدخل بإصدار الفتاوى للاستفادة منها، لأننا رأينا أن فتوى الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ تمثلنا وعملنا بها، وامتثلنا لها كونها خرجت في وقت مناسب ضد هذه الجماعة الخارجة على القانون». وتابع: «المملكة لها مصالح في نيجيريا، أهمها المراكز الإسلامية والأمة المسلمة (...)، والآن السلطان أبوبكر سيوفودو في نيجيريا، يصارح الجميع ويقول إن المسلمين مظلومون ومستهدفون في الحرب الجديدة باسم «الحرب على الإرهاب» وأننا -المسلمين- مهمشون في بلادنا، ونريد التدخل السياسي والدعوي السعودي بخصوص جماعة بوكو حرام، كون المسلمين داخل وخارج نيجيريا ضد ما يحدث». وعن قدرة القوات النيجرية في السيطرة على الوضع الأمني، وتحرير الفتيات المختطفات، قال: «نحن نريد أن تعمل السلطة النيجيرية على القضاء على جماعة بوكو حرام من دون أي تدخل أجنبي، وهي قادرة على ذلك، علماً بأن أفراد هذه الجماعة الإرهابية دخلوا عبر تشاد والكاميرون، وهناك مسيحيون من الجنوب ينفذون العمليات لمصلحة الجماعة، وعدد قليل جداً معهم، ولكن ليسوا من المسلمين حتى وإن حملوا اسم المسلمين». وفي شأن مصادر تمويل الجماعة، أشار ملاسا إلى أنه لا أحد يستطيع الجزم بجهة مموليها، مضيفاً: «حتى الآن لا أحد يستطيع أن يثبت من أين يصل إليهم الدعم المالي؟ لكن هناك أعضاء في البرلمان يقولون إن التمويل يأتي من مكتب الرئيس السابق للدولة، وبعض وسائل الإعلام نشرت ذلك وأنه وراء تغذية جماعة بوكو حرام وهو سبب وجودها في شكل قوي (...) علماً بأنه (الرئيس السابق) هو الذي عين الرئيس الحالي». وانتقد الداعية النيجيري تعامل وسائل الإعلام في بلاده مع قضية خطف الفتيات وتهميش المسلمين، معتبراً كل ما يفعله الإرهابيون من خطف للفتيات وقتل للناس ذريعة للسماح لأميركا وإسرائيل بدخول نيجيريا. وأضاف: «وسائل الإعلام النيجيرية تقوم بإخفاء الحقائق وتزييفها، ويخفون أن بين صفوف المقاتلين مسيحيين، ويشوهون صورة الإسلام بذلك، ومنذ شهر تم خطف عدد من الطالبات وتم اعتقال الجانيين، وتبين أنهما مسيحيان في العاصمة (أبوجا) ومع ذلك لم تبرز القضية إعلامياً». وشكا رئيس «تعاون المسلمين» في نيجيريا، توقف الأعمال الخيرية نهائياً بسبب الأوضاع، وقال: «أعمالنا توقفت، ومساجدنا تقصف بسبب جماعة «بوكو حرام» فمن استفاد من هذه الجماعة»؟ وذكر أن رموز أهل السنة والجماعة تعرضوا للقتل الممنهج، «قتل زعيم من زعماء السنة وهو الشيخ آدم الألباني، وهو زعيم سلفي معروف قتل مع زوجته وعدد من أفراد أسرته»، لافتاً إلى أن «المسلمين في نيجيريا أكثر من 70 في المئة، ومع ذلك أميركا لا تود أن يكون الحاكم مسلماً». وأضاف: «80 في المئة من الأحزاب المعارضة مسلمون ويريدون الجنرال المتقاعد محمد بخاري رئيساً للبلاد، وأميركا لا تريد تعيينه لأنه مسلم ويريد تطبيق الشريعة الإسلامية». وحذر الداعية ملاسا مما أسماه التدخل الغربي في البلاد، وقال: «التدخل الغربي ستكون له نتائج وخيمة جداً، وسيؤدي إلى الحرب الأهلية وانتشارها في البلاد، وهناك مشروع يراد تطبيقه لانفصال الجنوب كما حدث في السودان». وقال إن الوجود الأميركي في نيجيريا يهدف إلى «السيطرة على النفط، ودعم المسيحيين للقبض على مفاصل الاقتصاد وتهميش المسلمين».