تزخر منطقة نجران بعدد كبير من الرسوم والنقوش الصخرية لحضارات عديدة ممتدة عبر التاريخ أقدمها يعود إلى العصر الحجري. ومن هذه النقوش الصخرية نقوش تعود للفترة الإسلامية بمراحلها المختلفة. ويعتبر نقش يزيد بن معاوية بن حزن بن المحجل من النقوش الإسلامية المبكرة في منطقة نجران، والنقش يعود للصحابي الجليل يزيد بن معاوية بن حزن بن المحجل، وهو من وفد نجران الذين وفدوا على الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة للهجرة، ومكتوب نقشه على صخرة بعبارة تحمل عبارات طلب الرحمة والمغفرة هي: «ترحم الله على يزيد بن معاوية بن حزن بن المحجل آمين». وقد تم تسجيل هذا النقش ضمن اعمال مسح النقوش والرسوم الصخرية في المنطقة الجنوبية الغربية في برنامج المسح الاثري الشامل، ويقع ضمن مجموعة من النقوش العربية القديمة والإسلامية في جبال القارة بمحافظة ثار. وكشفت الأعمال الاثرية التي تمت في منطقة نجران خلال الخمسة عقود الماضية عن العديد من مواقع النقوش العربية القديمة والاسلامية، كما سجلت اعمال البعثة السعودية اليابانية خلال عام 2002 نحو 90 نقشا تتوزع ما بين مواقع حمى، والعريسة، والخشيبة، والمسماة، والنصلة العليا، وكوكب، ومواقع اخرى من نجران. ومن اهم مواقع النقوش المسجلة نقش بوادي خشيبة كنوع من اعتراف المسلم بالله نحته يزيد بن عبدالله السلولي في شهر جمادي عام 29ه، كما ان هناك نقوشا أخرى تعود للقرن الرابع والخامس الهجري وتذكر عدة اسماء منها طوق بن الهيثم، وسليمان بن داوود، وغيرها الكثير عثر عليها في منطقة نجران. وجميعها تم تسجيلها ضمن اعمال المسح بالمنطقة. وتعد نجران، بما سجله التاريخ فيها، متحفا تاريخيا بعد اكتشاف آثار عديدة، منها نقوش وكتابات بالخط المسند، وهو الخط الذي استخدمته دولة (حمير) بين (115ق.م و14م)، إضافة إلى نقوش هيروغليفية ومصرية قديمة في المنطقة، ونقوش يعود تاريخها للعصور الإسلامية الأولى، ووجدت نقوش كوفية أخرى على صخور جبل (المسماة) الذي يقع على بعد 15 كم من منطقة نجران، إضافة إلى هذا كله تم العثور على رسوم للخيول والجمال والنعام والظباء والثعابين، ومصنوعات يدوية هامة، منها أدوات طحن الحبوب وبئر ارتوازية مبنية بطريقة هندسية دقيقة.