أجرى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس زيارة هادئة إلى السفارة الجديدة لبلاده في لندن، بعدما عدَل الرئيس دونالد ترامب عن تدشينها، احتجاجاً على كلفتها المرتفعة (1.2 بليون دولار)، في وقت اعتبر نظيره البريطاني بوريس جونسون أن معارضة زيارة ترامب المملكة المتحدة «تؤذي المصلحة الوطنية». وتجاوز تيلرسون التقاليد، إذ لم ينظم استقبالاً في مقرّ السفارة الجديد، وهذا ما أرجعته وزارة الخارجية إلى تعطل عمل مؤسسات الحكومة الأميركية، بسبب خلاف على الموازنة في الكونغرس. وأتى قرار ترامب بعد خلافات مسّت العلاقات التاريخية بين بريطانياوالولاياتالمتحدة، وبعدما اتضح أن زيارة ترامب ستقابل بتظاهرات حاشدة. وكان ناطق باسم الخارجية الأميركية قال إن الجولة الأوروبية لتيلرسون هدفها «تأكيد التزامنا التحالف عبر المحيط الأطلسي». وأضاف أن تيلرسون سيؤكد في بريطانيا «العلاقة الخاصة بين الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة»، لدى لقائه جونسون ورئيسة الوزراء تيريزا ماي. وشدد جونسون عبر صحيفة «صنداي تلغراف» على ضرورة استقبال ترامب في بريطانيا، لأهمية العلاقات الأمنية مع الولاياتالمتحدة، ونظراً إلى «العلاقات الاقتصادية الاستثنائية» بين البلدين. وكتب أن «دونالد ترامب هو الرئيس المنتخب لأكبر وأقوى ديموقراطية في العالم»، مشيراً إلى أن معارضة زيارته تؤذي «المصلحة الوطنية» للندن. ولم يزر ترامب بريطانيا بعد منذ تسلمّه الحكم قبل سنة، وأثار خلافات مع حكومة ماي، في شأن مسائل، بعضها تجاري، إضافة إلى إعادته نشر تغريدة تتضمّن تسجيلاً مصوراً لمجموعة بريطانية يمينية متشددة. إلى ذلك، تراجعت الثقة في المؤسسات الأميركية، لا سيّما الحكومة، خلال السنة الأولى لترامب في الحكم، وفق استطلاع نُشرت نتائجه عشية بدء اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية. وأظهر «مؤشر الثقة السنوي» لمؤسسة «إدلمان» تراجع الثقة عامة في المؤسسات الأربع التي تجري قياساً لها، وهي الحكومة ووسائل الإعلام وقطاع الأعمال والمنظمات غير الحكومية في الولاياتالمتحدة، في شكل أكبر من أيّ من 28 دولة استُطلع مستوى الثقة فيها. وخرج ترامب عن التقاليد الرئاسية وندد مراراً بوسائل الإعلام والقضاء، في هجمات يعتبر منتقدون أنها تخاطر بتقويض ثقة المواطنين في هاتين المؤسستين. وتركّز عناوين الصحف في دافوس هذا العام على ترامب، الذي يُتوقع أن يدافع عن سياساته «أميركا أولاً»، خلال كلمة يلقيها في اليوم الختامي للمؤتمر.