من حق عشاق الجزيرة يفرحون بصورة غير طبيعية، بعد فوزهم بكأس رئيس الإمارات، تلك الفرحة الهيستيرية، استمرت حتى ساعات صباح اليوم التالي. في الحقيقة لم اشاهد فرحة مثلها الا مرات قليلة جداً. نادي الجزيرة الذي تأسس في عام 1974، امتلأت خزائنه بكل أنواع الكؤوس الرياضية باستثناء كرة القدم، ومنذ ذلك التاريخ وحتى بداية الالفية الثالثة لم يكن للجزيرة دور في كرة القدم الإماراتية. من يتابع تاريخ الكرة الجزراوية، يتفهم عدم استيعاب البعض بأن الجزيرة أصبح القطب الكروي الأول في الامارات، فالجزيرة قضي معظم مواسمه في غياهب الدرجة الثانية، ولا أحد يتذكرعنه شيئاً سوى بضعة لاعبين تميزوا، شخصياً أتذكر بسام مفتاح، عمر أحمد وشقيقه فهمي، والمرحوم فهد النويس. الالفية الثالثة شهدت تطور اللعبة في هذا النادي، لكن لم يتوقع أحد أن يصل لمرحلة أصبح فيها سيداً للكرة الإماراتية... من كان يتوقع ذلك في ظل وجود فطاحل الكرة الإماراتية؟ لكنه واقع وحقيقة يدلان على العمل الذي بدأ في 2005 تحت قيادة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وزير شؤون الرئاسة، نائب رئيس مجلس الوزراء، الذي رسم استراتيجية النجاح وهي المنافسة على كل البطولات المحلية، ومن ثم التوجه للمنافسة على البطولات الآسيوية. صحيح أن الجزيرة حقق بطولة الأندية الخليجية في 2007، بطولة كأس «اتصالات» الإماراتية في 2010، لكن من المتعارف عليه عالمياً بأن بطولتي الدوري الأول وكأس البلد هما مقياس البطولات الحقيقية، وها هو الجزيرة يضرب بقوة في ساحة البطولات المحلية، وأصبح قريباً من تحقيق ثنائية شهيرة، فلا يفصله عن لقب الدوري سوى تسع نقاط قادمة. كنت من ضمن الذين لاموا الجزيرة على تخليه عن التشيكلة الاساسية أمام الهلال السعودي في دوري أبطال آسيا، لكنني تفهمت بأن الفريق أمام منحى مهم في تاريخه، وأنه اختار المشاركة آسيوياً من دون لقب. اعتقد بأن الحال هذه ستختلف في النسخة المقبلة من البطولة الآسيوية. «كلنا خليفة» بالأمس فاز الجزيرة ولم يخرج أحد خاسراً من مدينة زايد الرياضية في العاصمة الجميلة أبوظبي، ما حدث بالأمس يتجاوز حدود نهائي مباراة كرة قدم، لقد كان عيداً كروياً، عبر فيه المنتمون لأسرة كرة القدم الإماراتية عن مشاعرهم تجاه الوطن والرئيس في تظاهرة شعبية تعكس منظر الولاء والمحبة بين الحاكم والشعب... دمت لنا يا خليفة الخير. لا يزال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، يضرب أروع أمثال التواضع وكرم الأخلاق، عندما يواسي المهزوم ويبارك للفائز. نحن محظوظون ب «بو خالد» المثال والقدوة لشباب الإمارات. [email protected]