«الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - اعتبر «الحرس الثوري» الإيراني أن الولاياتالمتحدة «تفهم لغة السلاح أكثر من المفاوضات»، متعهداً تسريع وتيرة برنامجه الصاروخي وتعزيز النفوذ الإقليمي لطهران. أتى ذلك بعدما حذر قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزيف فوتيل، من أن إيران تسعى إلى «إعادة بناء محور من طهران إلى بيروت»، وتعزيز نفوذها العسكري في سورية واليمن والعراق. وتعهد العمل مع «شركاء محليين» للتصدي ل «نفوذها الخبيث»، مؤكداً رفض واشنطن الشراكة مع الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف: «الشرق الأوسط كان وما زال وسيبقى مهماً بالنسبة إلينا». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفض المصادقة على التزام طهران الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، وأعلن استراتيجية «حازمة» إزاء إيران، لتقويض برنامجها الصاروخي وسياساتها «المدمّرة» في المنطقة. كما اعتبر «الحرس الثوري» داعماً للإرهاب. واعتبر «الحرس» أن «المواقف العدائية للرئيس الأميركي المتهور والأحمق، وفرض عقوبات جديدة جائرة على الحرس، تكشف فشل السياسات الشريرة التي ينتهجها حكّام البيت الأبيض والكيان الصهيوني لتغيير خريطة المنطقة وتقسيم الدول الإسلامية وإضعافها، وانزعاجهما من الدور المؤثر للحرس في هذا الصدد». وأكد أنه «عازم أكثر من أي وقت على مقارعة نظام الهيمنة والصهيونية بلا هوادة، والدفاع عن الثورة والمصالح الوطنية» لإيران، متعهداً أن «يواصل وبوتيرة أسرع ومن دون توقف، النفوذ الإقليمي والاقتدار وتطوير القدرات الصاروخية الإيرانية، على رغم أنف الأعداء». واعتبر قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري أن «قلق ترامب وصوته المرتعش في خطابه، جسّدا بدء عهد الفشل للهيمنة الأميركية»، وزاد: «أميركا تفهم لغة السلاح أكثر من المفاوضات. واللغة التي يجب أن نُفهمها إياها هي أن كل خططها ستفشل». ونبّه إلى أن «فشل خطط العدو وتهديداته تتطلّب تعزيز القدرات الدفاعية بوصفها أولوية أساسية للنظام»، مؤكداً أن «الحرس سيصون الشعب الإيراني في عبور المرحلة الثالثة من الثورة». وتابع: «أدركت أميركا أن الثورة في اتساع، وجغرافية نفوذها لا يمكن احتواؤها». أما الجنرال حسين سلامي، نائب جعفري، فاعتبر أن خطاب ترامب «دليل على تحوّل إيران قوة كبرى، تُقدّم نموذجاً مقبولاً عالمياً، يُحارَب ويُحاصَر لكنه يتقدّم». وأضاف: «نخوض حرباً عقائدية وثقافية كبرى. ساحات قتالنا امتدت من (نهر) كارون إلى البحر المتوسط وشمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، وصدّرنا الثورة إلى الدول الإسلامية». في موسكو، أعلنت الخارجية الروسية أن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، أبلغ نظيره الإيراني عباس عراقجي أن بلاده لا تزال متمسكة بالاتفاق النووي. أما عراقجي فاعتبر أن «التوجّهات غير المسؤولة لإدارة ترامب أوجدت أوضاعاً جديدة للاتفاق». ويُرجّح أن يصدر قادة الاتحاد الأوروبي، لدى اختتامهم قمة في بروكسيل اليوم، بياناً يفيد بأنهم «سيعيدون تأكيد التزام كامل بالاتفاق النووي». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في الاتحاد قوله: «سندافع عن الاتفاق ونؤيّده وننفذه، لكننا لا نريد أيضاً أن نقف موقفاً معارضاً بالكامل للولايات المتحدة». واستدرك أن الاتحاد سيناقش أيضاً هل عليه أن يصعّد انتقاداته للبرنامج الصاروخي لطهران ولدورها الإقليمي. واعتبر أن أعضاء في الكونغرس الأميركي يرون وجوب «أداء دور أكثر نشاطاً في السياسة الخارجية لكبح» ترامب. في باريس، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، إلى «ضمان التزام (إيراني) صارم ببنود الاتفاق بكل أبعادها». لكن أمانو قال بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن الوكالة لم تواجه تغييراً في «سلوك الإيرانيين». إلى ذلك، أكد خالد منزلاوي، نائب رئيس البعثة السعودية لدى الأممالمتحدة، تأييد المملكة «أي إجراءات وجزاءات من شأنها الحدّ من التحركات العدائية لإيران وتدخلاتها في دول المنطقة»، داعياً إلى «معالجة الخطر الذي تشكّله سياساتها على الأمن والسلم الدوليين».