الرياض، بيروت، طرابلس، الجزائر، إسطنبول، واشنطن، لندن، باريس، بروكسيل، روما، مدريد، سيول - رويترز، أ ف ب، يو بي آي - صدرت من السعودية أمس اشارات تطمئن إلى استعدادها لسد أي نقص في إمدادات النفط العالمية بسبب الاضطرابات في ليبيا وسط مخاوف لدى عواصم العالم من ان يؤدي أي نقص إلى استمرار ارتفاع الاسعار التي اتجهت أمس إلى 120 دولاراً للبرميل، ما يهدد في نظر كثيرين الانتعاش الوليد للاقتصاد العالمي الخارج من ركود. وأفادت مصادر سعودية رفعية المستوى أمس، بأن «السعودية مستعدة وقادرة على تأمين الخام الخفيف العالي الجودة للتعويض عن تعطل الامدادات الليبية». وأشار أحد المصادر إلى أن «السعودية مستعدة وفي إمكانها تأمين نفط بالجودة نفسها سواء الخام العربي الخفيف الفائق الجودة أو من طريق المزج» بين خامات مختلفة. وأضاف المصدر: «تتعهد أوبك بتأمين كل أنواع النفط إذا ما دعت الحاجة... ليس هناك من داع لارتفاع الأسعار». وأكد وزير الطاقة والمناجم الجزائري يوسف يوسفي ان «أوبك» قد تتحرك لضمان سلامة السوق النفطية في حال حدثت اضطرابات في الإمدادات. وقال في مؤتمر صحافي في اثناء زيارة الى ايليزي الواقعة في جنوب شرقي الجزائر على مقربة من الحدود الليبية: «لا اعتقد أن سوق النفط ستعرف اضطراباً محسوساً بسبب ما يحدث في ليبيا». وشدد على أن نشاط الجزائر النفطي في ليبيا «لم يتأثر بالأحداث التي تشهدها ليبيا منذ أيام»، معلناً أن «سوناطراك» الحكومية الجزائرية حققت اكتشافها الثاني في ليبيا في حوض غدامس قرب الحدود الجزائرية - الليبية. وفي روما، قال الرئيس التنفيذي لشركة «إيني» باولو سكاروني إن «انتاج ليبيا من النفط انخفض 1.2 مليون برميل يومياً (من 1.6 مليون) بسبب الاضطرابات الحالية». وأضاف على هامش جلسة استماع في البرلمان: «هناك في طبيعة الحال تكهنات تضخم من شأن ظاهرة حقيقية. الظاهرة الحقيقية هو ان هناك انخفاضاً قدره 1.2 مليون برميل في امدادات السوق، وهو ليس بالشيء الكبير لكنه شيء ما، كما أن هناك احساساً عاماً بعدم اليقين في المنطقة وهو ما قد يكون الدافع وراء التكهنات». وقال: «انتاج إيني من الغاز في ليبيا هبط أكثر من النصف إلى ما يوازي 120 ألف برميل من حجم يوازي 280 ألفاً في الأوقات العادية». وقال موظف في مرفأ راس لانوف الليبي لتصدير النفط لوكالة «رويترز» عبر الهاتف امس إن «العمل في المرفأ مستمر في شكل طبيعي لكن العديد من المديرين متغيبون». وأضاف الموظف الذي طلب عدم نشر اسمه: «نعمل في ثلاث مناوبات. العمل مستمر لكن نحو 50 في المئة من المديرين ليسوا هناك». وقال وزير الطاقة التركي تانر يلديز إن شركة «تباو» النفطية المملوكة للدولة أوقفت عملياتها في فزان بليبيا. وكانت «تباو» حصلت على ترخيص للتنقيب في المنطقة الجنوبيةالغربية من فزان. أما شركة «ريبسول» الاسبانية فتوقفت امداداتها من ليبيا وأجلت موظفيها هناك اول من امس. وألقى توقف عملياتها في ليبيا ظلاله على نتائجها المالية التي أعلنتها، وتشمل ارتفاع ايراداتها المعدلة قبل حسم الفوائد والضرائب 41 في المئة إلى 1.06 بليون يورو في الربع الأخير من 2010. وفي المواقف، دعا البيت الأبيض إلى متابعة ارتفاع أسعار النفط الناجم عن الاضطرابات في الشرق الأوسط، لكنه استبعد أن يضر هذا الارتفاع بالتعافي الأميركي، بينما جدد تحذيراته من عواقب الاختلالات في الاقتصاد العالمي. وقال كبير الاقتصاديين في البيت الأبيض أوستان جولسبي: «حتى الآن الأسعار مرتفعة لكننا لا نتوقع ... أنها عند هذه المستويات ستعيق الانتعاش». وقال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إن «أسعار النفط المرتفعة تهدد نمو الاقتصاد العالمي». وأضاف في مؤتمر صحافي في بروكيسل: «في الوقت الراهن نرى أخطاراً وتهديدات مرتبطة بارتفاع أسعار الطاقة. اليوم (أمس) بلغ برنت 118 دولاراً (للبرميل). هذا بالطبع خطر كبير على النمو الاقتصادي في العالم». وقال وزير الطاقة الفرنسي اريك بيسون في مؤتمر صحافي بعد اجتماع مع وزير الطاقة في تشيلي لورانس جولبورني في باريس إن «أسواق النفط تبالغ في رد فعلها حيال احتمالات أن تؤدي الاضطرابات الدموية في ليبيا العضو في أوبك إلى تعطيل الامدادات العالمية». ودعا الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك إلى «تشديد سياسة الطاقة الوطنية لمواجهة تأثير ارتفاع أسعار النفط الناجم عن الاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط». وقال لي: «علينا تحليل الموقف والتطورات في الشرق الأوسط وتطبيق استراتيجيات لمواجهتها».