فرضت ميليشيات الحوثيين الإقامة الجبرية على الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في مقر إقامته في صنعاء. وذكرت قناة «سكاي نيوز» الإخبارية العربية، ووسائل إعلام يمنية محلية، أن الحوثيين طلبوا من صالح عدم مغادرة مكان إقامته، وأبلغوه أنهم «غير مسؤولين عن أمنه». وأكدت المصادر أن صالح بات يخشى على حياته من الحوثيين، وطالب أتباعه بالتزام الهدوء، وسط حال غضب واستياء من قيادات حزبه وأنصاره. كما ذكرت مصادر سياسية في صنعاء أن قيادات في حزب «المؤتمر الشعبي العام» تمارس ضغوطاً على صالح لفض الشراكة مع الحوثيين. من جهة أخرى، طالبت قيادات في ميليشيات الحوثي بإعلان حال الطوارئ لمواجهة من سموهم «الطابور الخامس». وقال القيادي حمزة الحوثي إن إعلان حال الطوارئ أصبح ضرورة، ومن يمانع ذلك «يعد مخالفاً لدستور اليمن»، وفق قوله. وكانت ميليشيات الحوثي حاصرت أول من أمس (الأحد) منزل صالح، ونصبت نقاط تفتيش في محيطه، في مؤشر إلى تزايد التوتر بين شركاء الانقلاب. وأعلنت مصادر في حزب «المؤتمر» أن هناك «عملية استفزاز كبيرة» من الحوثيين لصالح، من خلال استحداث نقاط التفتيش في محيط منزله ومنزل نجله أحمد في العاصمة. كما كشفت مصادر إعلامية يمنية أن الحوثيين أصدروا تعميماً بمنع صالح وقيادات حزبه وأعضاء مجلس النواب من مغادرة صنعاء. وأشارت مصادر أخرى إلى أن ميليشيات الحوثي حاصرت «معهد الميثاق»، الذي يعد من أهم المؤسسات التابعة لصالح في صنعاء. من جهتها، أكدت الحكومة الشرعية اليمنية، أن الخلافات المتصاعدة بين طرفي الانقلاب لا تعفي أياً منهما من العقوبات الأممية. وقال وكيل وزارة الإعلام المساعد لشؤون الصحافة عرفات مدابش، في تصريح إلى «الحياة»، إن «الخلافات بين طرفي الانقلاب أمر لا يعني الحكومة اليمنية»، مشيراً إلى أن الحكومة والمجتمع الدولي ينظر إليهما بوصفهما «انقلابيين». وأضاف: «صالح والحوثي صدرت بحقهما عقوبات أممية. وجريمة الانقلاب على الشرعية لن تمر، وخلافاتهما، أو حتى خوضهما حرباً لا يعفي طرفاً من المسؤولية»، لافتاً إلى أن الحكومة الشرعية تسعى إلى تحرير الشعب اليمني في المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون. وفي أبوظبي، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، إن أولوية السلام في اليمن والإغاثة الإنسانية مرتبطة بالتطورات المتسارعة في صنعاء. وقال في تغريدات عبر حسابه الرسمي في «تويتر»، إن المهم هو «تغيير الوضع لمصلحة اليمن، ونحو الخروج من أزمة الانقلاب»، مضيفاً: «الواضح أن الحوثي هو العقبة أمام الحل السياسي والمبادرات الإنسانية، والمواجهة القادمة في صنعاء قد تقصّر الأزمة أو تطيلها. نسعى إلى الخيار الأول». من جهة أخرى، حققت قوات الجيش اليمني في محور البقع بمحافظة صعدة شمال البلاد أمس، تقدماً بعد معارك ضارية مع الميليشيات الانقلابية. وقال مصدر ميداني ل «سبتمبر.نت» إن قوات الجيش شنت هجوماً واسعاً من محاور عدة على مواقع الميليشيات صباح أمس، تلته معارك ضارية استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة. وأكد المصدر أن الميليشيات تكبدت عشرات القتلى والجرحى، علاوة على خسائر في العتاد العسكري، وسط انهيارات كبيرة في صفوفها.