أجرت الباحثتان لطيفة وشعاع الظفيري، مقابلة مع زوجة «مدمن سابق»، تناولت تعايشها مع هذا الوضع، ومدى تقبلها له. وذكرت زوجة المدمن، التي اختارت أن تختبئ خلف اسم «أمل»، أنها متزوجة منذ خمس سنوات، واكتشفت أخيراً، أن زوجها يتعاطى حبوب «الكبتاغون». وتقول: «لم اكتشف ذلك بنفسي، بل هو من اعترف لي، ولم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن يحدث هذا لي، فأنا أسمع عن المخدرات، لكن لم أكن أعرف أضرارها، أو الأعراض التي تظهر على المتعاطي، وبخاصة أنني من أسرة محافظة جداً، لا يوجد بين أفرادها مُدخن، ولم أسمع داخل منزلنا قبل الزواج كلمة «مخدرات». وتضيف أمل، «كنت أشكو له من كثرة إرهاقي في العمل والمنزل، وكثرة الضغوط النفسية والاجتماعية التي أتعرض لها، فعرض علي حبوباً، ادعى أنها تقوي الذاكرة وتنشط الجسم، وتقوي البدن. فرفضت بداية، لأنني لم استخدم أي أدوية كيماوية، حتى «البندول»، فأنا ضد الأدوية غير الطبيعية. ولكنه كان يكرر علي ذلك، وبخاصة عندما تكون لدينا مناسبات اجتماعية، فوافقت شرط أن أعرضها على طبيب أو صيدلاني، ليس لعدم الثقة فيه، ولكن لمجرد أن أعرف إن كانت لها أضرار جانبية، أو مضار مستقبلية». وقابل زوج أمل، شرطها بالرفض، وأبلغها أن هذه الحبوب «ممنوعة في المملكة، وأنها ليست خطرة، إذا تم تناولها في فترات متباعدة». وتضيف «ناقشته في الموضوع، وأصررت على معرفة نوعية هذه الحبوب، فأبلغني أنها «كبتاغون»، وأنه يتناولها منذ مدة، كلما احتاج إلى ذلك، ولم تؤثر عليه، وان غالبية من يعرفهم يتناولونها، وهي منتشرة بكثرة في حفر الباطن. وكان يلجأ إليها أثناء السفر، ولمواجهة ضغط العمل». وتواصل أمل «في البداية صدمت من الأمر. ولم أتكلم معه حولها، ولجأت إلى القراءة عنها، وأصبحت حذرة في التعامل معه، بعد أن فقدت الثقة فيه، والأمان معه. واكتشفت حينها أنها كانت السبب وراء تقلب مزاجه المستمر، وشكوكه الدائمة، والمشكلات التي كانت تحدث بيننا». وفكرت أمل في الطلاق «إن لم يترك هذه الحبوب، ويلتزم بصلاة الجماعة في المسجد. وقررت أن أقوي وازعه الديني، ودفعه إلى اللجوء إلى الله. وبعدها أخذت أتناقش معه بالتدريج في أحوال المدمنين، ومآلهم، وتكلمت عن أناس يعرفهم، كانوا ضحية هذه الحبوب، وما حدث لهم من فضائح وتفكك أسري ودمار نفسي، وصارحته بأنني لن أتخلى عنه، إن وعدني بترك هذه الحبوب، واهتم في صلاته. كما أكدت له أنني متعاطفة معه، وصادقة فيما أقول، وأن هذا في مصلحته هو قبل أن يكون في مصلحتي، وإن لم يتعاون معي في المحافظة على حياتنا الزوجية، فهو بذلك يجبرني على الطلاق. وأنا لا أريد أن أخسره، وبعدها بدأت ألاحظ انه يتحسن، وأتمنى أن يستمر في ذلك». وترى ان أسباب انتشار المخدرات، تكمن في «قلة الوازع الديني، وموقع حفر الباطن الجغرافي، كمدينة حدودية بين دولتين. إضافة إلى كثرة العمال الوافدين من جنسيات مختلفة، في مقابل قلة الوعي بأخطار المخدرات وأنواعها، وقبل ذلك الفراغ والصحبة السيئة، والهروب من الواقع لمن يعاني من تفكك أسري أو ضغوط نفسية».