افتتح وزير الاقتصاد والتخطيط المهندس عادل فقيه في الرياض أمس (الاثنين) فعاليات المنتدى الإحصائي الخليجي الأول الذي عقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بعنوان «تعزيز الشراكات الإحصائية لدعم السياسات الاقتصادية والتنمية المستدامة في دول مجلس التعاون». ونقل فقيه إلى المشاركين في المنتدى الذي الذي تنظمه الهيئة العامة للإحصاء والمركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ويختتم غداً (الأربعاء)، ترحيب خادم الحرمين بهم، آملاً بأن «يحقق هذا المنتدى أهدافه بمشاركة مميزة من جميع الهيئات والمراكز الإحصائية في دول مجلس التعاون، والمركز الإحصائي الخليجي وبدعم من الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعبر محاوره وجلساته وحلقاته وجميع فعالياته، والمضي قدما نحو تعزيز الشراكات بين مستخدمي ومنتجي البيانات والمعلومات الإحصائية، لدعم التنمية بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على المستويين الوطني والإقليمي، بما في ذلك دعم السياسات الاقتصادية الجديدة لدول مجلس التعاون الخليجي، ودعم أجندة التنمية المستدامة لعام 2030». وأعرب فقيه عن أمله بأنْ «يكون هذا المنتدى منصة معرفية وعلمية لتبادل الخبرات ومناقشة بعض القضايا الرئيسية المتعلقة بمؤشرات تدعم السياسات الاقتصادية وتقيس التنمية المستدامة»، قائلاً إن «ما يزيد تفاؤلنا بتحقيق أهداف هذا المنتدى هو استضافته لنخبة من الخبراء والمفكرين في مجالات الإحصاء والتنمية من جميع دول العالم وبمشاركة فاعلة من المنظمات الإقليمية والدولية، والأممالمتحدة الذين سيقدمون أوراق عمل المنتدى عبر جلساته العامة وجلسات نقاشاته العلمية». وألقى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني كلمة رفع خلالها «الشكر والتقدير لخادم الحرمين على ما تلقاه مسيرة العمل الخليجي المشترك من دعم ورعاية واهتمام تحقيقاً لتطلعات مواطني دول المجلس نحو مزيد من التعاون و الترابط والتكامل». وأوضح أن المنتدى «يجسد الاهتمام الكبير والإيمان الراسخ بالدور المحوري الذي يؤديه قطاع الاحصاء في رسم السياسات وصنع القرار، ويسهم في إعداد الخطط والمشاريع التنموية الهادفة إلى تحقيق المزيد من التقدم والتطور والازدهار في دول مجلس التعاون». وأكد الزياني أن «تنظيم المنتدى هو ترجمة للعناية والرعاية السامية التي يوليها قادة دول المجلس لقطاع الإحصاء وتوجيهاتهم الدائمة لتطويره والارتقاء بأدواته وكوادره وصولاً إلى الغاية المنشودة وهي تعزيز التعاون والتكامل الخليجي في مجال المعلومات الاحصائية، مشيراً إلى أن المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون الخليجي الذي يتخذ من مسقط مقراً له «مثال بارز على دعم القادة وعنايتهم بهذا المجال الحيوي لمسيرة التنمية الخليجية، إذ تمكن المركز خلال سنوات قليلة من تأسيسه من استقطاب الكفاءات الخليجية في مجال الإحصاء، وتأسيس قاعدة فاعلة للعمل الاحصائي، وانجاز أعمال إحصائية عديدة غاية في الدقة والاتقان تدعم تطوير إدارة العمل الخليجي المشترك». وأكد أن الإحصاء يمثل في العالم المعاصر علماً واسعاً وضرورياً، يقوم على قواعد وقوانين وأساليب علمية يتم استخدامها في جمع المعلومات والمؤشرات والبيانات وتحليلها وصولاً إلى النتائج الدقيقة، مبيناً أن تنظيم هذا المنتدى يمثل خطوة مهمة لتعزيز جهود دول المجلس التنموية، ومؤكداً أن توصيات هذا المنتدى ستلقى من الأمانة العامة كل الاهتمام والعناية، وستتابع وتعرض نتائجها في المنتدى الثاني. وأكد مدير شعبة الإحصاءات في الأممالمتحدة ستيفان شوينفيست في كلمة مسجلة، أكد أهمية استثمار الدول في قدراتها الإحصائية الوطنية، مبيناً أن على وكالات الأممالمتحدة وجميع المنظمات العالمية توفير الدعم اللازم للدول لتقوية أنظمتهم الإحصائية الوطنية. وأفاد أن الأممالمتحدة تهدف إلى توطيد العلاقات مع دول الخليج فيما يتعلق بالتكامل الإحصائي، حيث تم الاجتماع مع عدد من رؤساء الأجهزة الخليجية في نيويورك على هامش الدورة 48 للجنة الإحصائية، مفيداً بأن التحديات التي يواجهها العالم تتطلب تنسيق الجهود بين دول المنطقة والمنظمات الدولية، على أن تتجاوز الأجهزة الإحصائية إلى مشاركة القطاعات الأكاديمية والخاصة ومنظمات المجتمع المدني. ولفت شوينفست إلى تنسيقه لحضور اجتماع الأممالمتحدة التنسيقي للمنظمات العالمية، الذي ينظمه المركز الإحصائي الخليجي في مسقط سبتمبر المقبل، بالإضافة إلى زيارة دبي في أكتوبر 2018 ضمن فعاليات المنتدى العالمي للبيانات الثاني. وعلى ذات الصعيد يتم ترتيب برنامج زمالة بين المركز الإحصائي الخليجي وشعبة الإحصاءات في الأممالمتحدة، كما يتم العمل مع الدوحة في إطار برنامج التحول، وتحديث النظام الإحصائي الوطني، إذ تم تعيين قطر رئيساً للجنة الإقليمية لإحصاءات الاسكوا في الأممالمتحدة. وعلى مدار يومين سيناقش الخبراء ضمن أربع جلسات رئيسية وست جلسات نقاش عددًا من المواضوعات ضمن ثلاثة محاور رئيسية هي: طلب البيانات والمعلومات الإحصائية الناشئ عن المسارات الإنمائية الوطنية، وأجندة التنمية المستدامة والقضايا الاقتصادية العالمية الناشئة، وتوفير المنتجات والخدمات الإحصائية لدعم المسارات الإنمائية الوطنية والتنمية المستدامة في دول مجلس التعاون، وتعزيز الشراكات الإحصائية بين مستخدمي ومنتجي البيانات لدعم السياسات الاقتصادية والتنمية المستدامة في دول مجلس التعاون.