لا تعتبر صناعة السُتر الانتحارية أو ما يعرف ب«الأحزمة الناسفة» سهلة، إلا أن خبيراً عسكرياً صنف المواد التي استخدمها الإرهابيون في صنعها في المعمل الأخير الذي دهمه الأمن السعودي في حي الحرازات بجدة أنها «أرخص المواد كلفة»، موضحاً أنها تتطلب «شخصاً لديه خبرة ودراسة في علم الكيمياء، ليمزج تركيبة تؤدي إلى الانفجار بعدما يخلطها بمادة TNT أو C4». وقال الخبير العسكري اللواء الطيار الركن محمد القبيبان لقناة «العربية» إن «الجماعات الإرهابية كانت تستخدم في السابق الديناميت الذي يستعمل لتفتيت الأحجار، لكن الدولة منعته بعد استغلال الإرهابيين له، فلجأوا إلى مواد بديلة». وقال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية أحمد الموكلي، في حديث سابق إلى «الحياة»، إن حسابات «داعش» على شبكات التواصل الاجتماعي كانت تنشر دروساً وفيديوهات لتعليم صناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة وتشريك وتفجير السيارات، وزرع العبوات الناسفة، إضافة إلى دورات في السموم والغازات، في امتداد لما كانت تقوم به معرفات فاعلة على بعض المواقع الإلكترونية التابعة إلى تنظيم «القاعدة»، مثل «شبكة الحسبة»، و«الإخلاص»، و«الأنصار» و«الصافنات»، وغيرها من المواقع التابعة إلى هذه المجاميع. وأشار الخبراء إلى أن الحزام الناسف عبارة عن مجموعة من قوالب الديناميت الجاهزة للانفجار، ويكون مدى تأثيره حوالى نصف كيلومتر، لكنه لا يخترق الخرسانة أو الأماكن الصلبة، وإنما يقتصر على قتل البشر، لافتين إلى أن هناك متفجرات تتم صناعتها في مثل هذه المصانع البدائية، وتكون خاصة بالسيارات المفخخة، ومداها بسيط لا يتجاوز 200 متر، ويتم تفخيخ السيارة من شخص عالي الخبرة، ويتحكم في المتفجرات لاسلكياً. أما ضرر المتفجرات من حيث نشر أشلاء الجسم البشري فكبير، في حين لا يستطيع جسد الانتحاري حمل أكثر من نصف كيلوغرام من المتفجرات، لأن المواد المتفجرة التي تساعد على التفجير تخلط بالخرداوات التي تتطاير وتتسبب بالقتل.