وضع الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية أحمد الموكلي، ما تقوم به حسابات «داعش» على شبكات التواصل الاجتماعي في سياق «امتداد لما كانت تقوم به معرفات فاعلة على بعض المواقع الإلكترونية التابعة لتنظيم «القاعدة»، مثل «شبكة الحسبة»، و»الإخلاص»، و»الأنصار» و»الصافنات»، وغيرها من المواقع التابعة لهذه المجاميع». وقال الموكلي ل»الحياة»: «إن عناصر تنظيم «القاعدة» نشروا خلال تلك الفترة عدداً من الدروس والفيديوهات، أبرزها نشرة «معسكر البتار» التابعة لتنظيم «القاعدة» في السعودية، التي كانت متخصصة في الفنون العسكرية فقط. وحرصت تلك المعرفات والحسابات، التي يعتقد أنها كانت تعود لعناصر فعالة ونشطة في تنظيم «القاعدة» في السعودية، على التفنن والتنويع في تلك الفنون، بهدف إعداد جيل جديد من التنظيم يرتبط به فكرياً لا تنظيمياً، فنشرت دروس تعلم صناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة وتشريك وتفجير السيارات، وزرع العبوات الناسفة، إضافة إلى دورات في السموم والغازات. وتم نشر هذه المواد بالصيغ المختلفة، النصية والسمع بصرية». ولم يقصر الموكلي، المجال على «القاعدة» وما خرج من رحمها من تنظيمات، إذ أشار إلى ما أسهمت به مواقع إلكترونية تابعة لحركة «حماس» و»حزب الله» اللبناني، وغيرهما، في سهولة توفير تلك المواد والحصول عليها، ومن ثم بثها. وأضاف: «كانت هناك موسوعات في هذا الجانب، مثل «الموسوعة الشاملة في السلاح والإعداد». وضمت مواد عدة، مثل فيلم عن كيفية صنع مخدر يمكن أن يستخدم في عمليات الخطف، وفيلم آخر حول كيفية إطلاق صواريخ، وأفلام تعلم كيفية صناعة حزام ناسف، ومثلها في كيفية تصنيع قنبلة من أنبوبة غاز، وغيرها من الأفلام والمواد الأخرى المختلفة»، لافتاً إلى أنه بعد ظهور شبكات التواصل الاجتماعي اهتمت هذه الجماعات، خصوصاً «داعش» بتسخير هذه الشبكات في خدمة التنظيم، سواء على مستوى التجنيد أم الحضور الإعلامي أم في عمليات تعليم الفنون العسكرية عن بعد، بما ذلك التفجير والتفخيخ».