ما زلت أراقب الوضع، وأنتظر أن يشرح لي أحد ماذا تعني هذا الحركة؟ وعلى ماذا يدل هذا السلوك المنتشر الذي ما زلت أراه ويلفت نظري بشدة؟ وما زلت أرى نفسي عاجزة عن فهمه وتفسيره، لأنني وعزة جلال الله لم أره في مجتمع آخر. يلومني البعض معلنين على رغم اتفاقهم معي في تسليط الضوء على الخلل الذي أراه جلياً ويرونه معي أيضاً، وعلى رغم ذلك يلومونني لرغبتهم في تسليط الضوء على بعض السلوكيات المفرحة والإيجابية الأخرى. البعض أرد عليه برد واحد اذا لم نسلط الضوء ونلفت الانتباه فما فائدة مقالاتنا؟ وعلى رغم ذلك فأنا أبحث بشدة عن أخبار مفرحة لأكتب عنها ولأشيد بها أيضاً. نعود إلى السلوك الذي يلفت نظري وهو رؤيتي لأقدام بعض السائقين وهي خارجة إما من النافذة التي بجانبه (تعلن عن وجودها)، أو أن تكون ظاهرة بالطريقة نفسها من خلف النافذة. على ماذا تدل هذه الحركة؟ هل على قوة التمكن من قيادة السيارة برجل واحدة؟ هل تدل على المكانة؟ هل هي استهزاء بالمجتمع وحركة عنف صامتة تجاهه؟ هل يوجد قانون يعاقب من يقوم بهذا السلوك غير الحضاري المسيء للمجتمع؟ هل تمت برمجة نظام ساهر على السلوكيات المتعلقة بالقيادة، والتي تتعلق بسلامة الطريق وآداب الشارع؟ سيكتب لي البعض كما أتوقع أنني أحلم قائلاً: «دعينا نلتزم بأبجديات السلامة قبل أن تحدثينا عن السلوكيات الحضارية من عدمه»، فتجاوزات السيارات وسقوطها على بعض ما زالت تمثل مشكلة، وما زال صغار السن يمسكون بسيارة تفوق أحجامهم أضعاف المرات، لدرجة أن بعض الأحيان تشعر بأن السيارة تسير بمفردها، وعندما تقترب منها تجد طفلاً لا يتجاوز عمره 10، بالكثير يلعب بها في الحارات وفي أسفل المراكز التجارية بكل رعونة، معرضاً حياة الأطفال والكبار والغافلين لخطورة شديدة بلا سبب سوى اللعب بمركبات تشكل السبب الرئيسي للحوادث والوفيات التي نسبتها لدينا مرتفعة جداً على مستوى العالم، ناهيك عن أن أطفالنا يخرجون من سيارات ذويهم كأنهم هاربون من سجن، فأكثرهم بحسب ملاحظاتي لا ينتظرون ويتسابقون لعبور الشارع من دون النظر الى الشارع، وأعود لأقول ربما لم يعلمهم أحد عن أهمية ذلك لا في بيوتهم ولا في مدارسهم، ولو حدث فهو مرور وأوامر عادية وليس تدريباً عملياً، فالطفل لا يتبنى فكرة ما الا عندما يجربها بنفسه عن طريق بيئة مشابهة ومدروسة في المدارس، ولا يلتفت كثيراً الى الأوامر التي لا يفهمها! في خواطر 5 الذي انتقده الكثيرون من دون وعي، جاءت بعض حلقاته تتحدث عن السلامة والإشارات وتدريب الأطفال على أهمية رفع اليدين عند المرور والإشارات المخصصة للأطفال ووعي الأهالي والمدرسين، فهل تتبنى مدارسنا مسؤولية كهذه؟ وهل سنظل نجد أقدام البعض خارجة من نوافذ السيارات؟ لفتت نظري الأسبوع الماضي كثرة الأخبار عن اشتباكات هنا وهناك، بدءاً ببعض موظفي الخطوط مع بعض الركاب وحراس أمن مع زائري المراكز التسويقية وممرضين مع مرضى وغير ذلك، وتذكرت موقفاً حدث امامي مباشرة في رمضان، إذ كنا مجموعة من النسوة نقف في طابور استقبال أحد المستشفيات ننتظر دورنا في طلب الخدمة، فجاءت امرأة كالعاصفة وتقدمت الصفوف بكل (...)، وعندما تجرأت إحدانا لتخبرها يا أختي هذا دور وعليكم بالوقوف في آخر الصف، ليسير الدور بحسب أولوية الحضور، ففاجأتها بدفة قوية كادت تسقطها أرضاً وهي مرددة (وخُري بس)! [email protected]