في أرفع لقاء بين الجانبين السوري والأميركي منذ وصول الرئيس باراك أوباما الى البيت الأبيض، أكد مسؤول أميركي في واشنطن أمس أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستلتقي نظيرها وليد المعلم الاثنين المقبل في نيويورك للبناء على «الفرصة» التي تراها واشنطن في إحياء المسار السوري -الإسرائيلي وتأكيد أن لدمشق «دوراً مهماً في الاستقرار الإقليمي والسلام الشامل». وفي تحول واضح في اللهجة الأميركية حيال سورية، أكد مسؤول أميركي في إيجاز هاتفي شاركت فيه «الحياة» أن كلينتون ستعقد «أول لقاء رسمي وثنائي» مع المعلم الاثنين في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسيبحثان في «دور سورية في الاستقرار الإقليمي والسلام الشامل، والبناء على زيارة (المبعوث جورج) ميتشل». وشدد المسؤول على أن واشنطن لا تنظر الى المسار الفلسطيني بشكل «حصري»، بل ترى «فرصة» لناحية المسار السوري - الإسرائيلي وأن الوزيرة كلينتون «ما كانت لتعقد الاجتماع لو لم يكن هناك فرصة تستحق البحث فيها». وكرر المسؤول أكثر من مرة بأن سورية يمكن أن تلعب دوراً في الاستقرار الإقليمي والسلام الشامل وأن «نقاشنا معها إيجابي» على رغم «المسائل المقلقة مثل دعمها لحزب الله وحماس وعدم تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية وسجلها في حقوق الإنسان». ولم يعر المسؤول الكثير من الاهتمام لتصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من دمشق والتي انتقد فيها الدور الأميركي، ونبه المسؤول الى «الاختلاف بين سورية وإيران». وقال: «نحن لا نسمع اللهجة نفسها»، مضيفاً أن «إيران مهددة بوضوح من فرص السلام الشامل... الإيرانيون يزورون سورية ولبنان بعد زيارات ميتشل، انهم قلقون ومهددون». وتابع: «إيران بتصرفها ودعمها الإرهاب ليس لديها مصلحة في السلام في الشرق الأوسط». وأشار المسؤول إلى انه خلال زيارة ميتشل وقبله مساعده فريديريك هوف الى دمشق «كان لدينا محادثات إيجابية مع سورية حول مسائل إقليمية. سورية لديها دور تلعبه في الاستقرار الإقليمي، وأفعالها يجب أن تتناغم مع كلماتها». ورداً على سؤال ل «الحياة» حول الموقف الإسرائيلي من اطلاق المسار السوري وكون تل أبيب كانت الجانب المعرقل في السنتين الأخيرتين، قال المسؤول: «الإسرائيليون والسوريون لديهم تاريخ في المحادثات الثنائية. اليوم المسار السوري يتقدم، انه مسار مهم، لا يمكن أن يكون هناك سلام شامل إلا إذا كانت سورية جزءاً منه».