«مُدن وأحياء شبه مهجورة»، هكذا يصف منصور الدوسري، حال مدينتي الدمام والخبر في اليومين الماضيين من عيد الفطر. ويقارن الدوسري ذو العقود السبعة، بين عيد الماضي والحاضر، متسائلاً عن سر غياب الأسر والأطفال يوم العيد. ويقول: «حتى صلاة العيد، كان غالبية مصليها من أبناء الجاليات الآسيوية، وبمجرد أن ينتهي الإمام من أداء الصلاة ينفضون من حولك. وشعرت وأنا أسمع الخطبة بأنني ومجموعة بسيطة جداً ممن حضر الصلاة من كبار السن، بأن العيد لنا فقط!». ويضيف الدوسري، ان «عدد المصلين من المواطنين في صلاة الجمعة أكثر منه في يوم العيد»، واصفاًَ صلاة العيد ب«الإعلان الرسمي لبدء الاحتفالات، وتبادل التهاني وإبداء مظاهر الفرح»، معتبراً اختلاف مواعيد النوم و«الفوضوية» التي تعيشها معظم الأسر، هي «السبب وراء هذا الغياب، إضافة إلى غياب عادة التواصل بين الأقرباء والمعارف، واللا مبالاة في ذلك، واستبدال مواصلتهم الحضورية، بالاتصال أو برسائل الموبايل، على رغم أنهم يعيشون معك في المدينة ذاتها». حال التغيير في مواعيد النوم التي طرأت على غالبية الأهالي، تسببت في إخلاء الأحياء والشوارع، إلا من حركة بعض العمال بدراجاتهم الهوائية. ويعتبر فيصل السعيد، الفرق بين ليلة العيد ونهاره، «أمراً لا يمكن وصفه، ففي الوقت الذي فاضت فيه الشوارع والطرقات بالمركبات، وحركة الأهالي داخل الأحياء ليلة العيد، شهد النهار خلو تلك الأماكن من الحركة، بعد خلود معظم الأهالي إلى النوم، فيما ظلت أعين كبار السن معلقة على أبواب منازلهم في انتظار زوار العيد، الذين لم يتجاوز عددهم أصابع اليد أحياناً». وطالب السعيد ب«إحياء الموروث، من خلال أداء بعض الرقصات الشعبية في الأحياء في نهار العيد». أما فيصل الزوري، فيعتبر التجمعات التي تنظمها بعض مراكز الأحياء والجوامع لأهالي الحي «كافية»، مضيفاً أنها «تتم بعد صلاة العيد مباشرةً، ويتجمع فيها الكبار والصغار»، واصفاً تلك المحاولة ب«الرائعة، خصوصاً أنها تأتي للتيسير على أهالي الحي، الذي تتفاوت مساحات منازلهم وشققهم. ولا يمكنهم استقبال المهنئين دفعة واحدة، أو تنظيمهم للحضور في مجاميع». وشهدت معظم الأحياء والشوارع يوم العيد، انخفاضاً ملحوظاً في معدل الحركة للمركبات، وإغلاق غالبية المحال التجارية، «لإعادة تأهيل العاملين فيها»، بحسب ما ذكره أحد العاملين في تلك المحال. ومن المتوقع أن تعود الحركة إلى طبيعتها خلال اليومين المقبلين، خصوصاً مع قرب الدوام الرسمي للجهات الحكومية، وعودة الطلبة إلى المدارس.