عدّ إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم، الأسرة المسلمة ركناً رئيساً من أركان المجتمع المسلم المتكامل، التي لها الأثر البالغ في المجتمع قلَّ أو كثر، مشيراً إلى أن الإسلام أكد أهمية الأسرة ومدى تأثيرها البالغ في المجتمع المسلم إيجاباً أو سلباً، وبخاصة أنها أساس النشء والتكاثر. وقال في خطبة (الجمعة) أمس، إن العنف الأسري من أعظم ما يهدد كيان الأسرة المسلمة، وهو شر كله، والرفق خير كله، وما كان العنف في شيء إلا شانه، وما نزع من شيء إلا زانه، وما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، فالعنف داء لا خير فيه وهو قبيح يعظم قبحه وضرره حينما يطاول ذوي القربى، وظلم وقعه على ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند. وأكد أن العنف سلوك مشين متعمد يلحق الضرر جسدياً أو مالياً أو نفسياً، ويصل في بعض المجتمعات إلى شبه ظاهرة لتكاثر وقوعها وفداحة مغباتها. ولفت إلى أنه ما من داء إلا وله دواء علمه من علمه وجهله من جهله، مضيفاً أن ديننا الحنيف لم يدع لنا خيراً إلا دلنا عليه ربنا في كتابه العزيز، فقال الله سبحانه في محكم التنزيل: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ* لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ* إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ* فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ). وأوضح أن هذه تعد صورة واحدة من العنف الأسري وهي أعلاها خطراً وجرماً لبلوغها درجة إزهاق النفس بغير حق، وما دون ذلك من الصور لا يمكن حصره غير أن من أهمه الضرب المبرح أو التهديد بالطلاق أو الحرمان من النفقة أو الظلم في العطية بين الأولاد أو بين الزوجات ونحو ذلك. وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى ما ينتج من العنف من جرائم ووقوع في المسكرات والمخدرات هرباً من ذلكم الواقع المؤلم، وقد يتعدى الأمر إلى أبعد من ذلكم ليصل درجة الانتحار من المعنف نفسه، ولربما تشربت الأسرة خلق العنف من ممارسة الوالدين لهما ليكرر الطفل ذلكم حينما يكبر فتصبح وراثة خلقية، أو أن يصاب الأولاد بالقلق والاضطراب النفسي خوفاً من المستقبل، فيكرهون الزواج ويكرهون الأسرة فينقلبون عبئاً ثقيلاً على المجتمع أمنياً واجتماعياً واقتصادياً وتربوياً. وحث الشريم المؤسسات التعليمية والإعلامية والاجتماعية العامة منها والخاصة على العناية بتلكم المضلة أيما عناية، وذلك بالتوعية الفكرية المنضبطة وتحصيل سبل استقرار الأسرة في المجتمع. وفي المدينةالمنورة، أشار إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير، في خطبة (الجمعة) إلى نعمة الأمن والأمان في المملكة، بينما تحيط بنا الفتن وتفرق الأوطان. وقال إن على المسلمين أن يشكروا الله عز وجل على النعم والعطايا وأن يحمدوه على ما دفع عنهم من النقم والبلايا، وأن يعتبروا بمن حولهم.