تهدد خلافات تعود لعشرات السنين على المراقبة الجوية لسماء قبرص سلامة حركة الطيران فوق هذه الجزيرة المقسمة التي تعد مقصدا سياحيا مهماً. واشار خاريس انطونيادس المسؤول القبرصي اليوناني عن هيئة نيقوسيا للمراقبة الجوية المكلفة بموجب القانون الجوي الاشراف الجوي على سماء الجزيرة بشطريها وعلى منطقة واسعة شرق المتوسط، الا ان هذه الخلافات كادت تتسبب في عدة حالات اصطدام تم تفاديها في اخر لحظة والى زيادة الحوادث بين الجانبين. وتطالب السلطات القبرصية التركية، التي تشرف على الرحلات الجوية بين تركيا و"جمهورية شمال قبرص التركية" غير المعترف بها دوليا، بتولي مراقبة المجال الجوي للمنطقة المحيطة بها وتشكو من ان المراقبين الجويين لنيقوسيا يرفضون التحدث اليها. وقال انطونيادس "واجهنا عدة حوادث خطيرة" مضيفا "واحدة منها كانت على درجة كبيرة من الخطورة منذ 18 شهرا". وروى "كانت طائرة روسية قادمة من الاجواء المصرية تمر فوق قبرص وتركيا في طريقها الى روسيا" على مسار جنوبي شمالي في حين كانت طائرة اخرى متجهة في المسار نفسه نحو الجنوب. واضاف "كان تدخل مطار ارجان (في الشطر التركي) السبب في اننا كدنا نشهد حادث تصادم عندما طلب احد الطيارين ارتفاعا اخر لطائرته" موضحا "حدثت فوضى حقيقية". وتمتد منطقة المراقبة الجوية التابعة لنيقوسيا والتي حددتها الهيئة الدولية للطيران المدني على مسافة 173 الف كلم مربع شرق البحر المتوسط وتشمل رحلات العديد من الدول. ولكن عندما تجتاز طائرة الحدود بين المنطقة الخاضعة لمراقبة انقرة وبين منطقة نيقوسيا تطلب منها انقرة التحول الى موجة تردد مطار ارجان ما يخلق "مراقبة مزدوجة" مربكة بالنسبة لسلطات نيقوسيا الجوية. وقال انطونيادس آسفا "لا نعرف نوايا هذه الطائرات لانها لا تتحدث معنا" مضيفا "الامر يشبه شخصا معصوب العينين يسير في غرفة بها اشخاص اخرون. فهناك احتمال كبير في ان يصطدم باحد". وبالنسبة للمراقبين الجويين القبارصة الاتراك تاتي المشكلة اكثر من زملائهم القبارصة اليونانيين الذين يرفضون الدخول في اتصال معهم رغم تزايد حركة الملاحة الجوية في مطارات شمال الجزيرة. واستنادا الى الاممالمتحدة فان الجانبين ملتزمان اجمالا بحظر التحليق فوق المنطقة العازلة التي تقسم الجزيرة منذ غزو القوات التركية شمالها عام 1974 ردا على انقلاب للقبارصة اليونانيين القوميين لالحاق الجزيرة باليونان. واوضح المتحدث باسم الاممالمتحدة "لكن احيانا يحدث ان تقترب كثيرا طائرات من الجانبين ويرجع ذلك الى حد كبير الى توجيهات مختلفة للطيارين". ويقول حسن توبال اوغلو رئيس قطاع الطيران المدني القبرصي التركي ان "الطريقة الوحيدة للتغلب على هذه المشاكل هي التعاون" مشيرا الى "تعاون فني لسلامة حركة الملاحة الجوية ليس له اي جوانب سياسية". واكد ان المراقبين الجويين في الجانبين يكتفون حاليا بالاستماع الى الاحاديث اللاسلكية للطرف الاخر للاستعلام. وقال "نحن على استعداد للتعاون مع جنوب قبرص لكنهم يرفضون" مشيرا الى ان مراقبيه يسمعون احيانا عبارات بذيئة تستهدف القبارصة الاتراك على تردد نيقوسيا. واعتبر ان على السلطات القبرصية اليونانية القبول بواقع ان مليوني راكب يمرون سنويا فوق المطارات القبرصية التركية للجزيرة من بينهم 35 الى 40% مواطنون اوروبيون. ومراقبة المجال الجوي من الملفات التي يناقشها الجانبان في اطار المباحثات التي تجري تحت رعاية الاممالمتحدة منذ ايلول/سبتمبر 2008 لحل مشكلة تقسيم الجزيرة.