دخلت الأربعاء أول قافلة مساعدات إنسانية الى داريا بعد ساعات على سقوط «براميل متفجرة» على المدينة المحاصرة من قوات النظام جنوب غربي دمشق منذ العام 2012، في وقت ألقت مروحيات سورية 23 «برميلاً متفجراً» على مدينة خان الشيح بين داريا والجولان. وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تغريدة على موقع «تويتر» أمس: «أول قافلة مساعدات تصل الى سكان داريا. لقد دخلنا للتو الى المدينة مع الأممالمتحدة والهلال الأحمر السوري»، في وقت قال «المجلس المحلي لداريا» على موقع «فايسبوك»: «من دون مساعدات غذائية، دخلت قبل قليل قافلة مساعدات طبية من طريق الأممالمتحدة إلى مدينة «داريا» هي الأولى منذ بدء الحصار على المدينة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012. وتحتوي القافلة على مواد دوائية وبعض المعدات الطبية». وأشار الى أن هذه القافلة تأتي بعد شهر ونصف الشهر من دخول وفد من الأممالمتحدة لتقييم الأوضاع الإنسانية وبعد ثلاثة أسابيع من منع قوات النظام قافلة مشابهة من الدخول إلى المدينة رغم وصولها إلى مشارف المدينة. وقال الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك إن القافلة لا تتضمن مواد غذائية وتقتصر محتوياتها على مستلزمات النظافة. ولم يدخل أي نوع من المساعدات الى داريا منذ فرض الحصار عليها العام 2012 على رغم مناشدة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التي تمكنت من إيصال المساعدات في الفترة الأخيرة الى مدن محاصرة عدة، بعد موافقة الحكومة السورية تحت ضغط من المجتمع الدولي. وفي 12 أيار (مايو)، استعد سكان داريا لاستقبال اول قافلة مساعدات تصل اليهم بعد حصول المنظمات الدولية على موافقة الأطراف المعنية، الا ان القافلة عادت أدراجها محملة بالأدوية وحليب الأطفال من دون أن تفرغ حمولتها عند آخر نقطة تفتيش تابعة لقوات النظام. وتشكل داريا معقلاً يرتدي طابعاً رمزياً كبيراً للمعارضة لأنها خارجة عن سلطة النظام منذ أربع سنوات، كما أن لها أهمية استراتيجية بالنسبة للحكومة لسورية على اعتبار انها ملاصقة لمطار المزة العسكري، حيث سجن المزة الشهير ومركز الاستخبارات الجوية. وكانت داريا على رأس حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الأسد التي بدأت في آذار (مارس) 2011، إلا إنه وخلال سنوات الحصار الطويلة خسرت المدينة المدمرة في شكل شبه كامل تسعين في المئة من سكانها البالغ عددهم 80 الف نسمة. ويعاني الذين بقوا فيها من نقص خطير في المواد الغذائية ونقص التغذية. ويأتي إدخال المساعدات الى داريا الأربعاء بعد ساعات على إعلان وزارة الدفاع الروسية هدنة لمدة 48 ساعة اعتباراً من الأربعاء بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة في مدينة داريا المحاصرة في جنوب غربي دمشق، بمبادرة من روسيا وبالتنسيق مع واشنطن والنظام السوري «لضمان وصول المساعدات الانسانية الى السكان بأمان». وصرح مدير المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف السوريين سيرغي كورالينكو في بيان أصدرته الوزارة: «بدأت هدنة لمدة 48 ساعة في داريا اعتباراً من الأول من حزيران (يونيو)، وذلك لضمان وصول المساعدات الانسانية الى السكان بأمان». وأوضح كورالينكو أن الهدنة بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة أعلنت «بمبادرة من روسيا وبالتنسيق مع السلطات السورية والجانب الأميركي». وكانت روسيا دعت الأسبوع الماضي الى هدنة موقتة في داريا وفي الغوطة الشرقية قرب دمشق حيث تتواصل المعارك رغم وقف إطلاق النار الهش الذي أعلن في سورية في 27 شباط (فبراير) بمبادرة روسية وأميركية. وكانت الأممالمتحدة أعلنت السبت انها تعتزم إلقاء المساعدات الانسانية جواً بدءاً من الأول من حزيران بعد رفض الحكومة السورية طلبات عدة للدخول الى مناطق محاصرة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» من جهته، انه «ارتفع إلى 17 على الأقل عدد الصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض أرض والتي أطلقتها قوات النظام على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية منذ صباح اليوم (امس) إضافة الى قصف المدينة بعشرات القذائف الصاروخية، في حين نفذت طائرات حربية 8 غارات على الأقل على مناطق في مزارع دروشا ومحيط مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية». وتابع أن مروحيات سورية ألقت «23 برميلاً متفجراً على مناطق في مزارع مخيم خان الشيح واوتستراد السلام ومحيط بلدة الديرخبية بالغوطة الغربية وريف دمشق الغربي، فيما فتحت قوات النظام لنيران رشاشاتها الثقيلة، على المناطق ذاتها، في حين فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة بعد منتصف ليل (اول) أمس، على مناطق في الجبل الشرقي لمدينة الزبداني، كذلك انفجرت عبوة ناسفة بسيارة قائد اللواء الثالث في جيش الإسلام في بلدة مسرابا بالغوطة الشرقية، بعد منتصف ليل أمس». في وسط البلاد، أفاد «المرصد» بمقتل «7 أشخاص بينهم 3 أطفال ومواطنتان اثنتان وذلك جراء قصف طائرات حربية لمناطق في قرية الكوم بأطراف بلدة السخنة بريف حمص الشرقي، بينما قصفت قوات النظام أماكن في محوري السعن وحوش حجو بريف حمص الشمالي، وسط اشتباكات بالمنطقة، بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، كذلك ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على أماكن في منطقة أم شرشوح بالريف الشمالي، أيضاً قصفت قوات النظام أماكن في مدينة الرستن وأطرافها وأماكن أخرى بمنطقة الحولة بريف حمص الشمالي». وكان «المرصد» قال إنه «ارتفع إلى 15 على الأقل بينهم طفلان اثنان ومواطنتان عدد الشهداء الذين تمكن من توثيق استشهادهم جراء مجزرة نفذتها طائرات حربية باستهداف قرية سيجر في سهل الروج بالريف الغربي لإدلب»، قائلاً إن «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود نحو 25 جريحاً على الأقل من ضمنهم مواطنتان وبعضهم لا تزال جراحه خطرة». الى ذلك، قالت بسمة قضماني عضو»الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة الرئيسية، إن «الهيئة» أرسلت خطابا إلى الأممالمتحدة يقترح هدنة على مستوى البلاد في شهر رمضان. وقالت: «الخطاب الذي أرسل إلى (الأمين العام للأمم المتحدة) بان كي مون يقترح هدنة. نعلم أنه ينبغي أن تكون هناك هدنة، احترام كامل للهدنة في أرجاء البلاد طوال شهر رمضان» الذي يبدأ في 6 الشهر الجاري. وأضافت: «رمضان يحل الأسبوع المقبل.. هذا من شأنه أن يبدأ في تهيئة الظروف المناسبة.. الأجواء المناسبة لعودتنا إلى (محادثات السلام) في جنيف. هذا هو ما تنويه الهيئة العليا للمفاوضات». وكان أنس العبدة رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، العضو في «الهيئة»، دعا بعد لقائه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني «البيشمركة» السورية، التابعة للمجلس الوطني الكردي السوري للدخول إلى الأراضي السورية ل «مواجهة نظام الأسد وتنظيم داعش»، وفق بيان ل «الائتلاف»، وأشار إلى أن بارزاني أبدى الاستعداد للعب «دور إيجابي» في سورية.