نجحت قناة «أي بي سي» الأميركية هذا العام في تسويق عملها الدرامي الأهم «لوست» أو «التائهون» من خلال بيع حقوق عرضه لدول مختلفة حول العالم ليعرض بفارق أسبوع فقط عن توقيت عرضه في أميركا، وأسهمت الخطوة التي يتم تجريبها للمرة الأولى في رفع أرقام المتابعة وبلوغها مستويات قياسية، وعلى رغم أن القناة لم تعلن عن أسباب إقدامها على خطة العرض هذه إلا أن عاملين في قطاع الإنتاج أرجعوا ذلك إلى خشية المنتجين من الأضرار التي قد تلحق بالجزء الأخير نتيجة عمليات القرصنة. أرقام المتابعة العالية كانت واضحة من خلال غرف المحادثات العالمية على شبكة الإنترنت إضافة إلى تداول عدد من المدونات والمواقع لنقاشات مطولة حول أحداث الحلقات ال16 الأخيرة للعمل وتداخل في النقاش مواطنون من مختلف الدول في مشهد لم يعتد عليه المتابع إلا في الأعمال السينمائية الشهيرة. لكن تلك النقاشات وما يتخللها من أحاديث مفصلة حول ما يدور في كل حلقة أسهمت في إعطاء المشاهد الأميركي الأفضلية في كل نقاش كونه يمتلك أسبقية المشاهدة بحلقة عن مواطني الدول الأخرى المالكة لحقوق العرض، ويرى متابعون أن تلك النقاشات إضافة إلى عمليات القرصنة كانت السبب الرئيسي وراء موافقة القناة الفورية على عرض الحلقة الأخيرة من العمل على جميع القنوات المالكة للحقوق في الوقت ذاته، بالطريقة نفسها التي يتم بها التعامل مع الأحداث الرياضية ومباريات كأس العالم، إذ عرضت الحلقة يوم الإثنين الماضي في عشر دول منها البرتغال وإسبانيا وتركيا وبريطانيا وإسرائيل وكندا في التوقيت نفسه الذي بدأ فيه عرضها في أميركا على رغم أن الوقت لم يكن مناسباً لجميع الدول، إذ عرضت قناة «سكاي» البريطانية على سبيل المثال الحلقة الأخيرة في الساعة الخامسة فجراً، بناء على فارق التوقيت مع أميركا إلا أنها أكدت أنها حققت نسب متابعة عالية على رغم عدم ملاءمة التوقيت. مشهد من مسلسل «التائهون».