إنسان العصر الحجري أول من دجّن النحل

أشارت آثار لشمع النحل وجدتها مجموعة من الباحثين إلى فخار قديم يصل عمره إلى ما يقارب 9000 عام، في أوروبا والشرق الأدنى وشمال أفريقيا، إلى أن المزارعين الأوائل كانوا أول من دجن النحل وأنتج العسل.
وقال البروفيسور ريتشارد إيفيرشيد من جامعة بريستول في بريطانيا، وهو أحد المشرفين على الدراسة التي نشرت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) ملخصاً لها، ان هذا يشكل «الدليل الأول على ارتباط إنسان العصر الحجري بتدجين النحل وإنتاج العسل».
وبينت الدراسة أن نحل العسل ظهر في الرسومات الموجودة في الكهوف القديمة، والتي صورت أسراب النحل وأقراص العسل وعملية جمعه، مشيرة بذلك الى أن نحل العسل كان جزءاً من الثقافة الإنسانية طوال آلاف السنين.
إلا أنه لم يكن هناك دليل مباشر الى تاريخ ومكان بدء الإنسان القديم حصاد العسل والشمع.
وذكرت الدراسة المنشورة على موقع مجلة «نيتشر» العلمية، أن أقدم دليل على ارتباط إنسان العصر الحجري بنحل العسل والذي يصل عمره إلى 9000 عام، وجد في ما يعرف الآن بتركيا.
وكُشف عن شمع العسل في شبه جزيرة البلقان واليونان ورومانيا وصربيا قبل بضعة آلاف من السنين، وتم الكشف عنه أيضاً في المواقع التي عاش فيها المزارعون في وقت سابق في أوروبا الوسطى وأفريقيا الشمالية.
وعثر أيضاً على بصمة كيماوية من منتجات النحل على أجزاء من فخار مكسور في مواقع العصر الحجري الحديث جنوب إنكلترا.
إلا أن وجود أدلة على تدجين النحل في الدنمارك كانت شبه معدومة، ما يشير إلى احتمال عدم ملائمة الظروف في تلك المنطقة آنذاك لتدجينه. ولم يعثر الباحثون على أي أدلة الى وجود نحل العسل في إرلندا واسكتلندا.
وقال باحث آخر من المشرفين على الدراسة من جامعة إكستر، البروفيسور آلان أوترام، إن «هناك سوء فهم لتوزيع أصناف النحل نتيجة عدم اكتمال السجل الأحفوري الخاص به».
وأضاف أوترام: «تبين لنا أن استخدام العسل وشمع النحل يعود إلى العصر الحجري الحديث، مع عدم عثورنا على أدلة تبين وجوده في إرلندا واسكتلندا والنروج والسويد من خلال فحص آلاف القطع الفخارية الأثرية».
وأشارت الدراسة إلى أن الإنسان القديم استخدم شمع النحل بمثابة غراء لصنع النبال والرماح الحجرية والأواني.
وأوضح البروفيسور أوترام أن «استخدام الأطعمة السكرية في النظام الغذائي ظاهرة حديثة جدًا، حيث كان من الصعب العثور على هذه الأطعمة في السابق، واتضح من دراستنا أن المزارعين القدامى في أوروبا أولوا اهتماماً كبيراً لاستغلال منتجات نحل العسل القيمة».
وأشارت الدراسات الأخيرة للحمض الريبي النووي (دي أن أي) لنحل العسل أنه وجد في قارة آسيا قبل ما يقارب 300 ألف عام، وانتشر بعدها بسرعة في أنحاء أوروبا وأفريقيا.
وتضيف دراسات الحمض الريبي النووي للنحل أنه تجمع في أوروبا في العصر الجليدي الأخير، لكنه توسع في أفريقيا.
يذكر أن النحل يواجه اليوم تهديدات عدة بسبب التغير المناخي والمبيدات الحشرية والأمراض.