أجرينا اختبارات في التغير المناخي الذي يتهدد النظام البيئي للأرض، مكنتنا من ضبط عوامل التغير الثلاثة: تباين معدلات هطول الأمطار، زيادة انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون، وارتفاع حرارة الكوكب. وتخرج هذه الآراء عن «الإجماع» العلمي الراهن، وهو يكتفي ب «ملاحظة» الآثار المدمرة الناجمة عن تفاعل هذه العوامل في الوسط البيئي. وفي ضوء معطيات تكنولوجية تتراكم منذ عقد ونيف، صاغ الباحثان نماذج تجريبية تتولى «ضبط» هذه العوامل، تؤدي الى نظرة متفائلة الى مستقبل البيئة. فمحاكاة نموذج الدفيئة العالمي كشفت عن ان نمو النبات هو رهن توقيت سقوط الأمطار، و «ضخ» ثاني أوكسيد الكربون أدى الى نماء بعض النبات وتعاظم حجمه. وارتفاع الحرارة رفع محصول نباتات وزراعات وقلص بعضها وأضعف مناعتها من الحشرات والآفات وهذا كله يتحكم فيه نظام الأيض الخاص بالنباتات. وسلطت التجارب الضوء على قدرة النباتات والنظم البيئية الفائقة على التكيف مع الأحوال الناجمة عن عوامل التغير المناخي. وتصف التجارب الميدانية استجابة الحياة النباتية للتبدل المناخي، وتفضي الى بناء مثالات عن كيفية حدوث التغيرات المناخية الطويلة المدى، وتأثيرها في النظم البيئية في انحاء العالم، أوضح من المثالات المعروفة الى اليوم. وعوض انتظار تغير المناخ ومعاينة نتائجه، تتيح الاختبارات هذه الإحاطة بتفاعل النظم البيئية مع زيادة او انخفاض معدل تساقط المطر وقياس كثافة ثاني اكسيد الكربون واشتداد الاحتباس الحراري، ومحصلة الاختبارات بيانات تجريبية تسهم في استباق حال النظم الحيوية جراء تغير المناخ في اثناء عقد من السنين أو خمسة عقود، أو طوال قرن كامل. وهي تفصل الحقيقة عن الخيال في المناقشة الجارية المشحونة بالعواطف، في مناخ الكوكب. * باحث في المختبر الوطني بتينيسي وباحثة في مختبر بيئي بنيويورك، تباعاً، عن «أميريكان سيانتيفيك» الأميركية، 3/2010، إعداد غيدا نصار.