طلال آل الشيخ شحاذو الوسط الرياضي فئة جديدة تشحذ «على الهواء مباشرة»، مستغلة كل الوسائل الإعلامية وغيرها، وبطريقة لا حياء فيها ولا خجل ولا احترام للمتلقي. هؤلاء خلعوا عباءة الخجل، وأضحوا يتسابقون للمديح المبالغ فيه، وللتبجيل وإذلال «النفس» والتسابق لإسباغ من يبتغون رضاه بما ليس فيه، ويطمعون في كرمه، وينعتونه بما لا يستحق من دون أمانة ولا مهنية ولا أخلاق، في وقت لا يجدون فيه حسيباً أو رقيباً. هؤلاء تستطيع تمييزهم بسهولة كبيرة فهم قائمة طويلة تبدأ بصحافيين وتمرُّ ببعض «المكاتب» وتنتهي بمنسوبي بعض القنوات... سِمَتُهم المديح «الممجوج» لكل من يدفع، فتجدهم تارة يمطرون بعض من دخلوا إلى الوسط الرياضي من بوابة «الكاش» ممن لا فكر لهم ولا رؤية سوى مشاهدة صورهم ولقطاتهم التلفزيونية لينطلق «المعلقون» بالحديث عن قدرتهم الكبيرة على تحويل «الفسيخ» إلى «شربات» - كما يقول المصريون-، وعمّا قدموه للوسط الرياضي، على رغم أن بعضهم لم ينضم إلى الساحة الرياضية إلا قبل أشهر عدة. استفزني للحديث عن هؤلاء مذيع تلفزيوني قدّم لأحد من تكتنز جيوبهم ب «الكاش» بمقدمة لا تليق إلا بشخصية رياضية تاريخية من أمثال فيصل بن فهد أو عبدالله الفيصل، أو أحد العمالقة الذين أسهموا في بناء الرياضة. لا أستطيع أن أرى «الشحاذين» وأقول في خاطري إن هذا هو الطريق الذي اختاروه والعمل الذي يستمتعون به ويكسبون من ورائه ثم ألوذ بالصمت وأرحل لأنني بهذه الطريقة أشجعهم على «الشحاذة»، وهذا ما يحدث في وسائل إعلامية كثيرة تختار الصمت المطبق تجاه بعض «الممارسات التي لم تعد خافية، بل أصبحت للأسف ظاهرة علنية و«على عينك يا تاجر» كما يقول المثل المحلي. بل أصبح من السهل أن تعرف رأي بعض «المعلقين» أو «المحللين» قبل أن ينطق ببنت شفة، لأن رأيه لن يخرج عن رأي «معزّبه» و«تاج راسه»، حتى لو خالف هذا «الرأي» الحقيقة والأمانة التي لا تعنيه من قريب أو بعيد. والأكثر أسى وحزناً أن نشاهد بعض هؤلاء لا يتورع في أن يغالط كل حقائق الكون المسلّم بها فيقول في ليلة «المحاق» أن «البدر قد اكتمل»، ويقول في عز الظهيرة أن «النسمة العليلة» أنعشت النفوس، وغيرها وغيرها مما لا يدخل عقلاً، ولا علاقة له ب «حقيقة» أو منطق. هذه الظاهرة لم تختص ب «منطقة جغرافية» محددة بل أضحت تنتشر عبر الفضائيات ووسائل الاعلام المتعددة في وطننا العربي، والكلام أعلاه لن يرضي «الشحاذين»، ومن يريد أن يعرف هؤلاء فليتابع وينتظر رد فعلهم.