بغداد - رويترز - يتوقع أن يساعد الخطاب الحكومي المناهض لحزب البعث، الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل صدام حسين، في استمالة بعض الناخبين من شيعة العراق قبل الانتخابات، لكن الكثيرين يشعرون بعدم الارتياح لعودة السياسة الطائفية التي أدت الى اراقة الكثير من الدماء. في مدينة الصدر الفقيرة (شرق بغداد) تمثل خطوة، قامت بها لجنة انتخابية بحظر عشرات من المرشحين بسبب وجود صلة مزعومة بينهم وبين حزب البعث، حديث الساعة في المنطقة. يشعر كثيرون بأن حظر المرشحين وتعهد أحزاب شيعية، بما في ذلك حزب الدعوة الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء نوري المالكي، بتخليص المصالح الحكومية من البعثيين جاء رداً على معاملة صدام الوحشية وقمعه للغالبية الشيعية والأقلية الكردية. قال أحمد حنون (40 سنة) وهو صاحب مصنع قتل شقيقه الاكبر خلال انتفاضة للشيعة إبان حكم صدام «أفضل انتخاب الشيطان على انتخاب أي بعثي. لم يظهروا أي رحمة تجاه الناس وجعلونا نخاف من بعضنا». وقال عبد الكريم حسين (50 سنة) وهو صاحب متجر في مدينة الصدر ان استبعاد من يعتقد بتأييده لحزب البعث من الانتخابات قرار صائب لأن الحزب دمر العراق من خلال الحروب وقتل آلاف العراقيين. وأضاف حسين «عودة البعثيين الى السلطة ستكون مخيبة للآمال لأنهم سينتقمون وسيكون انتقامهم شديداً». وفي مدينة النجف قال حسين كاظم، وهو عامل يبلغ من العمر 38 سنة انه مذهول من «وقاحة» الموالين لحزب البعث. واضاف «كانوا يقتلون من دون سبب، والآن يريدون أن يكونوا برلمانيين؟ يجب التخلص من البعثيين. لا نريد البعثيين أن يضعوا السكين على رقابنا مجدداً». لكن الكثير من شيعة العراق قلقون أيضاً من أن هذه الحملة على البعثيين ربما تؤدي الى توترات طائفية وتعيد البلاد الى العنف بين السنة، الذين كانت لهم الغلبة خلال حكم صدام، والغالبية الشيعية. وفي حين أن هجمات كبرى ينفذها مسلحون من السنة مثل «القاعدة» مستمرة فإن العنف الطائفي الذي أسفر عن مقتل الآلاف بعد الغزو الاميركي عام 2003 انحسر في مواجهة سلام هش. وكان حزب البعث العراقي، الذي تأسس في بادئ الأمر في سورية، يضم شيعة لكن السنة شكلوا معظم القياديين. وينظر السنة خصوصاً الى حظر المرشحين على أنه محاولة لحرمانهم من نصيبهم العادل في السلطة. كما ينظر بعض الناخبين الشيعة للخطاب الحكومي الرسمي ضد البعثيين على أنه محاولة واضحة لإبعاد الانظار عن الفساد المستشري وتردي الخدمات العامة واستمرار الهجمات التي قوضت الثقة في الشرطة والجيش. وقال بلال عودة (44 سنة) وهو موظف «انه قرار خسيس. انهم يفعلون هذا لأنهم أخفقوا في توفير الامن والخدمات وأصبحوا منشغلين بالسرقة. انهم يعلمون أن الشعب العراقي لن يصوت لهم مرة أخرى». وأضاف «بعد هذا القرار لا أعتقد أن العراق سيستقر ولن نرى مصالحة وطنية». وقال البعض إنه لن يفاجأ اذا تبنت القيادة الشيعية في العراق سياسات تمييزية على غرار ما كان يتم خلال عهد صدام. وقال عمار عبد النبي (21 سنة) وهو من سكان مدينة الصدر «لن تسلم الاحزاب الشيعية السلطة الى طرف آخر لأنها حلم تحقق بالنسبة لهم». وتابع «سيفعلون أي شيء، مشروعاً كان أو غير مشروع، للفوز في الانتخابات لأنهم يعتبرون حكمهم للبلاد من حقهم باعتبارهم غالبية. لكن هذا سيعيد العراق الى قانون الغابة والى القتال والبقاء للاقوى».