تنطلق مساء اليوم بطولة دوري أبطال أوروبا بمواجهات مثيرة، أبرزها استضافة ريال مدريد نظيره مرسيليا الفرنسي، فيما يخوض يوفنتوس الإيطالي لقاء بذكرى التسعينيات أمام بوروسيا دورتموند الألماني، ويلعب آرسنال خارج أرضه؛ حيث يحل ضيفًا على أتلتيك بيلباو، أما جاره توتنهام فتنتظره مواجهة إسبانية أيضًا أمام فياريال. الملكي لاستعادة عرشه يفتتح ريال مدريد، بطل أوروبا 15 مرة قياسية، حملته الجديدة في دوري أبطال أوروبا ضد مرسيليا، آملًا بأن يكون لديه الآن المدرب والفريق اللازمان لاستعادة عرشه. جدد ريال مدريد تشكيلته هذا الصيف بضم العديد من اللاعبين الجدد بتكلفة بلغت حوالي 170 مليون يورو (200 مليون دولار)، وتعاقد مع لاعب وسطه الدولي السابق تشابي ألونسو خلفًا للمدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي المنتقل بدوره لتدريب منتخب البرازيل. تعرض "لوس بلانكوس" لهزيمة قاسية 1-5 في مجموع المباراتين أمام آرسنال الإنجليزي في ربع نهائي الموسم الماضي؛ ما أكد على ضرورة اتخاذ خطوة الى الأمام تكتيكيًا وفنيًا. مع هجوم قوي، حيث أصر أنشيلوتي على الاعتماد بشكل منتظم على "الرباعي الرائع" المكون من الفرنسي كيليان مبابي، والبرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريغو، والإنجليزي جود بيلينغهام، كان دفاع ريال مدريد الحلقة الأضعف، خصوصًا بإصابة ركائزه داني كارفاخال والبرازيلي إيدر ميليتاو والنمسوي دافيد ألابا. لم يتمكن أنشيلوتي من إيجاد الإستراتيجية المناسبة لحماية الفريق، ورغم أن مبابي وصل إلى قمة مستواه في النصف الثاني من الموسم، إلا أن النجومية وحدها لم تكن كافية ضد نخبة أوروبا. تكبد ريال مدريد 6 هزائم في المسابقة، بما في ذلك أمام ليفربول وليل وميلان ومواطنه أتلتيكو مدريد في دور ال 16، منهيًا الموسم دون أي لقب كبير، بينما حقق غريمه التقليدي برشلونة ثلاثية محلية. بدأ النجم الفرنسي مبابي الموسم بأداء مذهل بتسجيله 4 أهداف في 4 مباريات بالدوري الإسباني، لكن جماهير الفريق الملكي معجبة بالقدر نفسه بالثبات الذي أظهره ألونسو حتى الآن. حافظ ريال مدريد على شباكه نظيفة في مباراتين، ونجح في الصمود بعد لعبه لمدة ساعة بعشرة لاعبين ضد ريال سوسييداد السبت وخرج منتصرًا (2-1) محافظًا على بدايته المثالية في الدوري. على عكس أنشيلوتي، أظهر ألونسو مرونة؛ سواء في أسلوب لعبه أو في اختياراته. استبعد الجناح فينيسيوس جونيور من مباراة الدوري ضد ريال أوفييدو، ثم استبدله مبكرًا بعد معاناته ضد ريال سوسيداد. مع توسيع نظام دوري أبطال أوروبا بدءًا من الموسم الماضي؛ حيث باتت الفرق تخوض 8 مباريات في دور المجموعات؛ (4 على أرضها و4 خارجها) بدلًا من 6، ألمح ألونسو إلى أنه سيُجري تغييرات في تشكيلاته في الأسابيع المقبلة. افتقر ريال مدريد إلى هذا الثبات في الموسم الماضي، حيث تذبذب أداء الفريق بين الممتاز والسيئ في الموسم الأخير لأنشيلوتي. على الرغم من النهاية المخيبة للآمال، لا يزال أمام ألونسو مهمة صعبة في سانتياغو برنابيو، حيث نجح أنشيلوتي في الفوز بدوري أبطال أوروبا 3 مرات مع النادي، معادلًا ثلاثية الفرنسي زين الدين زيدان، في 6 ألقاب تحققت في المواسم ال 12 الماضية. يحمل أنشيلوتي الملقب ب "سيد دوري الأبطال"، رقمًا قياسيًا في عدد الألقاب في المسابقة برصيد 5 كمدرب. حل ألونسو وصيفًا لنهائي مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" مع باير ليفركوزن الألماني عام 2024، وهو في بداية مسيرته التدريبية. فاز الإسباني الذي لعب مع ليفربول أيضًا، بدوري أبطال أوروبا مع كلٍّ من هذين الناديين كلاعب. عزز دفاع ريال مدريد الذي كان يعاني من تراجع في الموسم الماضي، بضم دين هاوسن والإنجليزي ترنت ألكسندر-أرنولد وألفارو كاريراس، إلى جانب لاعب الوسط المهاجم الأرجنتيني الواعد فرانكو ماستانتوونو. غاب بيلينغهام عن بداية الموسم بعد خضوعه لجراحة في الكتف، وسيضيف المزيد من الخيارات لألونسو عند عودته خلال الأسابيع القليلة المقبلة. مع تألق مبابي وإيجابية الفريق في بداية الموسم، يشعر مشجعو ريال مدريد بالتفاؤل بقدرتهم على الصمود أمام أفضل فرق القارة مرة أخرى. إعادة لنهائي 1997 وتبرز أيضًا مواجهة يوفنتوس وضيفه بوروسيا دورتموند التي تذكر بنهائي 1997 عندما خرج الفريق الألماني فائزًا 3-1. حقق فريق مدينة تورينو بداية رائعة في "سيري أ" محققًا 3 انتصارات، آخرها على حساب إنتر 4-3 في الوقت القاتل، فيما يحتل دورتموند المركز الثاني في البوندسليغا ب 7 نقاط من 3 مباريات. وبعد فوزه الكبير على نوتنغهام فوريست 3-0 معوضًا خسارته المحبطة أمام ليفربول 0-1 في الدوري الإنجليزي الذي يحتل وصافته راهنًا، يحل آرسنال ضيفًا على أتلتيك بلباو، الذي حقق بداية رائعة في الدوري الإسباني، لكنه سقط أخيرًا على أرضه أمام ضيفه ألافيس ليتراجع إلى المركز الثالث. ويبحث توتنهام عن تثبيت بدايته الجيدة في الدوري الإنجليزي؛ حيث يحتل المركز الثالث، عندما يستقبل فياريال خامس الدوري الإسباني راهنًا. ويعول فريق شمال لندن على رصيده المميز على أرضه في المسابقات الأوروبية، حيث لم يخسر في آخر 20 مباراة (16 فوزًا، و4 تعادلات).