تشهد الحرب الروسية الأوكرانية تصعيداً جديداً مع اتساع نطاق الهجمات بالطائرات المسيّرة، ما ينذر بانزلاق النزاع إلى مرحلة أكثر خطورة تمتد تداعياتها إلى أراضي دول حلف شمال الأطلسي. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس (الأحد)، أن دفاعاتها الجوية أسقطت خلال الساعات الماضية 361 طائرة مسيّرة أوكرانية، بينها نحو 80 مسيّرة دُمّرت ليلاً فوق مناطق مختلفة في روسيا وبحر آزوف. وأشارت الوزارة أيضاً إلى اعتراض خمس مسيرات أخرى صباح اليوم فوق مقاطعات كورسك وريازان ونيجني نوفغورود. ويُعد هذا الرقم من أكبر الهجمات بالطائرات المسيّرة منذ اندلاع الحرب. في المقابل، أكد رئيس الإدارة العسكرية لمدينة سلوفيانسك التابعة لمقاطعة دونيتسك أن مسيّرتين روسيتين من طراز جيران-2 استهدفتا مباني سكنية ومنطقة صناعية، ما تسبب في أضرار مادية جسيمة دون وقوع إصابات بشرية. كييف اعتبرت الهجمات استمراراً لنهج موسكو في "استهداف البنية التحتية المدنية لإرهاب السكان". التصعيد تجاوز الحدود الأوكرانية، إذ أعلنت رومانيا – العضو في حلف الناتو – أنها أرسلت مقاتلات إف-16 بعد اختراق مسيّرة روسية أجواءها قرب نهر الدانوب، فيما أكدت بولندا قبل أيام أنها أسقطت مسيّرات روسية داخل أراضيها، في أول استخدام مباشر للنيران ضد أهداف روسية من جانب دولة عضو في الحلف. وأثارت هذه التطورات قلقاً متزايداً في أوروبا الشرقية، خاصة أن أي هجوم مباشر على أراضي الناتو قد يفتح الباب أمام تفعيل المادة الخامسة الخاصة بالدفاع الجماعي. ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما يجري بأنه "توسيع واضح للحرب"، متهماً موسكو باستهداف متعمّد للدول المجاورة. ودعا الغرب إلى تشديد العقوبات على روسيا، وتعزيز القدرات الدفاعية المشتركة، قائلاً إن "الأمن الأوروبي لن يتحقق إلا بموقف موحد وحازم". التصعيد الروسي تزامن مع استعدادات الناتو لتعزيز دفاعاته على الجناح الشرقي، في ظل مخاوف من انزلاق الحرب إلى مواجهة إقليمية أوسع. واعتبر محللون أن كثافة الهجمات بالطائرات المسيّرة تمثل اختباراً لقدرة الحلف على حماية حدوده الشرقية، فيما يرى آخرون أن موسكو تسعى عبر هذه الإستراتيجية إلى إرباك الدفاعات الجوية الأوكرانية، واستنزاف دعم الغرب لكييف.