في ظل تصاعد الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس (الأحد)، أن تحييد الطائرات المسيّرة، خاصة من طراز "شاهد" الإيرانية الصنع، بات ضرورياً لتسريع التوصل إلى حل دبلوماسي وإنهاء الحرب التي تدخل عامها الثالث وسط معاناة إنسانية واسعة وتوترات إقليمية متزايدة. وقال زيلينسكي، في منشور على منصة "إكس"، إن روسيا شنت خلال الأسبوع الماضي وحده أكثر من 1800 هجوم باستخدام طائرات مسيّرة، إلى جانب 1200 قنبلة جوية موجهة و83 صاروخاً، مستهدفة البنية التحتية والمناطق السكنية في عموم البلاد. وأوضح الرئيس الأوكراني أن المسيّرات الهجومية، وخصوصاً "شاهد"، أصبحت "أداة روسيا لإطالة أمد الحرب"، مشدداً على أن تحييد هذا التهديد الجوي يمثل مفتاحاً لتسريع المسار السياسي والدبلوماسي. وأضاف: "نُعوّل على قرارات قوية من الولاياتالمتحدة، وأوروبا، ومجموعة السبع، وكل شركائنا الدوليين، لتعزيز دفاعات أوكرانيا الجوية وتمكينها من حماية سمائها وشعبها". وأشار زيلينسكي إلى أن قوات الدفاع الجوي الأوكرانية حققت نتائج لافتة خلال الفترة الماضية، خصوصاً في اعتراض وإسقاط المئات من الطائرات المسيّرة الروسية، وهو ما يعكس، حسب قوله، فعالية التكنولوجيا الدفاعية المعتمدة حالياً. وفي السياق ذاته، أعلن سلاح الجو الأوكراني أن وحداته أسقطت 40 طائرة مسيّرة من أصل 60، أطلقتها روسيا ليلة الأحد، من منطقتي كورسك وميليروفو داخل الأراضي الروسية، مستهدفة مناطق في العمق الأوكراني ومناطق على خطوط المواجهة، من بينها دونيتسك وسومي ودنيبروبيتروفسك. وأشار البيان إلى أن القوات الروسية كثّفت، أيضاً، الهجمات خلال النهار، مستخدمة أكثر من 20 مسيّرة هجومية، ضمن خطة تهدف إلى إرباك الدفاعات الجوية واستنزاف الموارد. وأوضح سلاح الجو أن عملية التصدي تمت من خلال وحدات الدفاع الجوي، ووحدات الحرب الإلكترونية، ووحدات الطائرات المسيّرة، إلى جانب فرق نيران متنقلة، ضمن استراتيجية مرنة تعتمد على الانتشار السريع والاستجابة الفورية. من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها دمرت 36 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليلة الماضية، فوق عدد من المقاطعات الروسية، أبرزها بيلغورود، وفورونيج، وليبيتسك، ونيجني نوفغورود، في إشارة إلى توسع نطاق الهجمات الأوكرانية داخل العمق الروسي. وأكد بيان الوزارة أن منظومات الدفاع الجوي الروسية "تعاملت بنجاح مع التهديدات"، في وقت تتبادل فيه موسكو وكييف الاتهامات بتصعيد المواجهات الجوية وتوسيع دائرة الاشتباك خارج ميادين القتال التقليدية. ووسط هذه التطورات، قال زيلينسكي إن لقاءاته مع الشركاء الدوليين خلال الأسبوع الماضي ركزت على توسيع نطاق الاستثمار في التكنولوجيا الدفاعية، لاسيما تلك المرتبطة بالتصدي للمسيّرات والصواريخ، معبراً عن امتنانه "لكل من يبدي استعداداً لحماية الأرواح الأوكرانية". واعتبر أن الدعم الدولي في مجال الدفاع الجوي بات لا يقل أهمية عن الدعم السياسي والاقتصادي، خاصة مع تصاعد الهجمات الروسية واستهدافها المكثف للبنية التحتية الحيوية، ومحاولاتها المستمرة لبثّ الرعب بين السكان. وفي الوقت الذي يزداد فيه اعتماد روسيا على الطائرات المسيّرة كسلاح استنزاف طويل الأمد، تبدو أوكرانيا عازمة على تعزيز دفاعاتها الجوية، مدعومة من الغرب، لإعادة التوازن الميداني ودفع عجلة التسوية السياسية. لكن، وعلى الأرض، لا تزال الهجمات المتبادلة تضع المدنيين على خط النار، وتؤجج صراعاً لا يبدو أن نهايته قريبة.