في تصعيد جديد من الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، تبادلت كل من روسيا وأوكرانيا هجمات مكثفة بالطائرات المسيّرة والصواريخ، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في مناطق مدنية، وإحداث أضرار واسعة بالبنى التحتية. وتأتي هذه الهجمات عقب فشل جولتين من المحادثات بين الجانبين في إحراز أي تقدم ملموس باتجاه وقف إطلاق النار، وسط حالة من الغموض بشأن الدعم الغربي المستقبلي لكييف، خصوصًا من الولاياتالمتحدة. قصف ليلي أفاد مسؤولون أوكرانيون بأن قصفا روسيًا ليلًا على العاصمة كييف خلّف 15 قتيلا على الأقل و156 جريحًا، في ما وصف بأنه «أعنف هجوم على المدينة منذ بداية العام». وقال رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كييف، تيمور تكاتشينكو، إن مبنى سكنيًا مؤلفًا من تسعة طوابق انهار بشكل شبه كامل، مشيرًا إلى تضرر عشرات الشقق. وأوضح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن روسيا أطلقت أكثر من 440 طائرة دون طيار و32 صاروخًا في الهجوم، معتبرًا أنه «واحد من أكثر الضربات رعبًا» التي تتعرض لها العاصمة. وأعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية إصابة 139 شخصًا في كييف وحدها، بينما خصصت البلدية يوم الأربعاء يومًا للحداد العام على الضحايا. ايقاف الرحلات في مقابل الهجوم الروسي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت 203 طائرات مسيّرة أوكرانية خلال الليل في عشر مناطق مختلفة داخل روسيا، من بينها موسكو وكالوغا ونيجني نوفغورود. وأوقفت السلطات الروسية مؤقتًا جميع الرحلات الجوية من وإلى مطارات موسكو وبعض المدن الأخرى كإجراء احترازي. وفي الجنوب الأوكراني، استهدفت طائرات مسيرة روسية مدينة أوديسا الساحلية، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 17 آخرين، بحسب السلطات المحلية. من جهتها، تقول موسكو إن ضرباتها تستهدف منشآت عسكرية أوكرانية، بينما تتهم كييف روسيا بتعمد قصف المناطق السكنية في محاولة لبث الذعر واستنزاف القدرات الدفاعية. تجاهل التهدئة في تعليق على القصف الروسي المتزامن مع قمة مجموعة السبع، قال وزير الخارجية الأوكراني: «هجمات روسيا تُظهر تجاهلًا تامًا للمساعي الدولية نحو التهدئة»، بينما أعلنت السلطات الأوكرانية أن العملية تأتي ردًا على هجمات نُفذت داخل العمق الروسي ضد قواعد جوية. وفي كييف، لا تزال أعمال الإنقاذ جارية تحت أنقاض المباني المتضررة. وقال وزير الداخلية الأوكراني، إيهور كليمينكو، إن فرق الطوارئ تعمل في أكثر من 27 موقعًا استُهدفت بالقصف.