بينما تشتد الحرب في قطاع غزة ويستفحل الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق، تتزايد الانقسامات داخل إسرائيل بين القيادة السياسية والعسكرية، وسط جدل متصاعد حول كيفية إنهاء الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023. وفي الوقت الذي تبحث فيه حكومة بنيامين نتنياهو عن مخرج من المأزق السياسي والعسكري، تبدو غزة أمام ثلاثة سيناريوهات رئيسية، قد يُحدد أحدها مصير الحرب خلال الأيام المقبلة. وكشفت القناة "14 الإسرائيلية أن جلسة مجلس الوزراء الأمني المصغر"الكابينت"، المقررة اليوم، ستناقش ثلاثة خيارات متاحة للتعامل مع الوضع في غزة، في ظل حالة من الجمود العسكري والضغط المتواصل للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. الخيار الأول، وهو الأقرب للتنفيذ بحسب مصادر القناة، يتمثل في شن عملية عسكرية جديدة؛ بهدف مضاعفة الضغط على حركة حماس ودفعها لتقديم تنازلات في ملف المحتجزين. أما الخيار الثاني فيركز على تطويق معسكرات حماس الأساسية داخل القطاع ضمن عملية تكتيكية محدودة، لكنها تواجه تحديات تتعلق باستمرار تدفق المساعدات الإنسانية. في حين يذهب الخيار الثالث إلى أقصى درجات التصعيد، ويتمثل في اجتياح بري شامل، يشمل مناطق في القطاع لم تصلها القوات الإسرائيلية من قبل، وهو خيار ينطوي على كلفة بشرية وعسكرية مرتفعة. وسط هذا التباين، أكد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، أن الأسبوع الجاري سيكون حاسماً بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حماس. وأوضح في تصريحات نُقلت عن القناة ذاتها، أن هناك انقساماً داخل "الكابينت"، حيث يطالب بعض الوزراء باجتياح بري شامل، بينما يعارضه زامير، مفضّلاً عملية محدودة ومدروسة لتفادي الانجرار إلى حرب استنزاف. ميدانياً، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية داخل قطاع غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن 70 فلسطينياً استُشهدوا يوم الأحد، بينهم 37 من طالبي المساعدات، فيما ارتفع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 175 شخصاً، بينهم 39 طفلاً. وفي خطوة إنسانية، كشفت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية عن خطة لإجلاء نحو 300 طفل من غزة إلى بريطانيا لتلقي العلاج، ضمن مبادرة "مشروع الأمل النقي"، بدعم من الحكومة البريطانية ومنظمات إنسانية. وفي تطور لافت، وجه 550 مسؤولاً أمنياً إسرائيلياً سابقاً – بينهم رؤساء سابقون لجهازي "الموساد" و"الشاباك"– رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب طالبوه فيها بالتدخل للضغط على نتنياهو لوقف الحرب. وأكد الموقعون على الرسالة أن حركة حماس لم تعد تشكل تهديداً إستراتيجياً، مشيرين إلى أن الحرب تجاوزت أهدافها العسكرية، وأصبحت تضر بمكانة إسرائيل وأمنها وهويتها. وقال رئيس "الشاباك" السابق عامي أيالون: "هذه لم تعد حرباً عادلة بعد أن حققنا أهدافها".