يخطط حزب الله بدقة للسيطرة على كامل الأراضي اللبنانية لتحقيق مشروعه باستخدام موارده الاقتصادية والمالية والأمنية والسياسية، وذلك عن طريق إقرار قانون يتيح إعطاء الجنسية اللبنانية لزوج المواطنة لتغيير الديموغرافيا اللبنانية بتزويج المنتمين لحزب الله من أربعة نساء من أقضية مختلفة لغايات انتخابية، فضلاً عن تزويج اللبنانيات لعناصر من مليشيا الحوثي والحشد الشعبي الموالين للحزب الإرهابي لزيادة عدد الناخبين لصالح الحزب خلال السنوات القادمة. ويرى مراقبون إن حزب الله يهدف من وراء هذه الخطوة الخبيثة غير المستغربة، للتغيير الديموغرافي لصالح الحزب وأنصاره، محذرين من خطورة هذا المخطط على النسيج المجتمعي في لبنان، ومن خطورة التهديدات التي يطلقها الحزب الإجرامي بالقتل لمعارضيه، بينما أكد النائب اللبناني السابق الدكتور فارس سعيد، أن حزب الله يحاول السيطرة على لبنان بمختلف الطرق، كما أنه يسعى لطمس جريمتي مرفأ بيروت والطيونة، للإفلات من العقاب، مستقوياً برئيس الجمهورية ميشال عون، الذي يرفضه أغلب اللبنانين لموالاته لحزب الله، لافتاً إلى أن الاصطدام في عين الرمانة يؤكد على وجود إجماع وطني لمواجهة حزب الله في لبنان. وأضاف "الأمور قد تصل إلى أن يتم تجميد الفعالية القضائية في أحداث المرفأ جراء تجميد التحقيقات في أحداث الطيونة". واعتبر النائب في حزب القوات اللبنانية العميد وهبي قاطيشا، أن الصراع بين سمير جعجع وحزب الله يرتبط بالموقف الذي يتخذه حسن نصر الله باتجاه التصعيد لتنجح دويلته عبر أساليب ملتوية، مؤكد أن جعجع يدعم بناء الدولة التي يكون فيها الجميع تحت سقف القانون في حين حسن نصر الله يريد تغليب الدويلة على الدولة، وهذا مايظهر في مواقفه من الجيش والقضاء اللبناني والمؤسسات ككل بعد سيطرته المحكمة على المرفأ والمطار والحدود. أشار قاطيشا إلى أن حزب الله لايريد تحقيق العدالة وكشف المستور في جريمة مرفأ بيروت، لذلك جن جنونه وغزا عين الرمانة في محاولة لتركيع ماتبقى من المسيحيين الرافضين لسيطرته على لبنان، ولم ينجح في ذلك، منوهاً إلى أن حزب الله الآن أمام مجابهة من مكون سياسي يقول له: "كفى عبثا بالساحة اللبنانية، وكفى هيمنة على القرار اللبناني". ويوافقهم في الرأي السياسي والعضو السابق في البرلمان اللبناني الدكتور مصطفى علوش، الذي أوضح أن لبنان في ظل وجود حزب الله وسلاحه ذاهب إلى مزيد من الدمار والعزلة، معتبراً أن الصراع بين حزب الله والقوات اللبنانية سيسرع إلى مستجدات خطيرة لايحمد عقباها سيكون عنوانها مزيد من الدماء والفوضى، ما قد يقود لتدخل مجلس الأمن والدعوة لعقد مؤتمر دولي. في السياق ذاته، قال العلّامة الشيعي اللبناني محمد علي الحاج العاملي، إن حزب الله يحاول التهرب من تحدياته الخارجية الكبرى، ومن أزماته الداخلية – التي يصح أن نقول عنها أنها أزمة وجودية -؛ باتجاه اختلاق قضايا لصرف الأنظار عن حقيقة واقعه، وبأنه بات عاجزا عن تحقيق مطالب شعبه وبيئته، وفي هذا الإطار يأتي تصعيد الحزب ولا يخفى بأنه بدأ معركته الانتخابية التي ستجري بعد عدة أشهر، حيث يندرج هذا التصعيد ضمن سياق الصراع على الانتخابات التي ستكون الأكثر سوءا بالنسبة لحزب الله ولن يكون من السهل عليه الفوز بالأرقام السابقة فالكل سرفض سيطرته على البلاد. وتابع: حزب الله يريد التعمية على الحقيقة وإضاعة البوصلة، مؤكدا أن الطبقة الحاكمة في لبنان، وعلى رأسها حزب الله دمرت الدولة وعطلت المؤسسات، وانهكت الشعب، وحطمت طموحاته؛ ولا خلاص إلا بزوال كامل هذه المنظومة الفاسدة المجرمة.
