كلما اقترب العراق من حاضنته العربية ازداد قوة في مواجهة الميليشيات الموالية لإيران والتنظيمات الإرهابية اللتين تدفعانه لطريق الفوضى وضياع سيادة وهيبة الدولة، إذ أكد الرئيس العراقي برهم صالح، أمس السبت، لدى استقباله أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي يزور العراق حاليًا، أن استقرار العراق وسيادته عنصران لا غنى عنهما لأمن المنطقة بالكامل. وقال صالح إن سياسة الانفتاح التي ينتهجها العراق تنطلق من إدراكه أهمية إيجاد حوارات مشتركة لتثبيت دعائم الاستقرار، لأن استقرار العراق وسيادته عنصر لا غنى عنه لأمن كل المنطقة ومصالح شعوبها ، مشددا على أهمية دور جامعة الدول العربية في تعزيز التعاون العربي المشترك عبر تنسيق المواقف بين الدول الأعضاء من أجل إرساء أمن واستقرار المنطقة. بدوره، أكد أبو الغيط على دعم الجامعة لجهود العراق في وتعزيز أمنه واستقراره وحماية سيادته ومكافحة الإرهاب، وقال: "أود القول إنني أتابع أداء العراق في الإقليم وقوة هذا الأداء تعكس الكثير من الثقة بالنفس"، مضيفًا أن العراق دولة مؤسسة للجامعة العربية ولديها ارتباط وثيق مع الجامعة، معبرًا عن أمله أن تدعم زيارته العلاقات والنظرة ما بين الجامعة العربية والعراق. وتأتي لقاءات ابو الغيط في بغداد فيما يشهد العراق انفتاحا وعودة إلى حاضنته العربية تكللت مؤخرًا بزيارتين رسميتين للكاظمي إلى كل من السعودية والامارات، أسفرت عن اتفاقات لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية بين البلدين والعراق. وفي تصريحات له مؤخرًا، أكد أبو الغيط وقوف الجامعة العربية مع الحكومة العراقية في كفاحها الجاد من أجل تعزيز سيادة العراق وصيانة وحدته وتكامل ترابه الوطني والحفاظ على وحدة السلاح بيد الدولة، في إشارة إلى الدعم العربي لسيادة واستقرار العراق ، ما اثار حفيظة القوى العراقية الموالية لايران، التي تعد التقارب العراقي العربي خطرًا داهمًا على مخططات طهران وميليشياتها للهيمنة على مفاصل الدولة العراقية. وبالتزامن، أعلن رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، السبت، أن حكومته تعمل على ملاحقة شبكات التمويل والدعم للمنظمات الإرهابية من خلال التعاون الدولي والإقليمي لتجفيف مصادر تمويل الإرهاب، ضمن الجهود الدبلوماسية الواسعة لهذه الحكومة لخلق شبكات مترابطة من المصالح الأمنية والاقتصادية بين دول المنطقة. جاء ذلك خلال المؤتمر العلمي الدولي لجهاز مكافحة الإرهاب، الذي حضره رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق أول ركن عبد الوهاب الساعدي، وشهد مشاركة عدد من ممثلي البعثات الدولية وممثل عن التحالف الدولي في العراق ووزراء وقادة أمنيين. وقال الكاظمي: "أشيد بدور جهاز مكافحة الإرهاب الذي كان بمستوى الطموح والمسؤولية وساهم بشكل كبير في معارك التحرير ضد "خوارج العصر" عصابات داعش الإرهابية"، منوهًا إلى أن الإرهاب أصبح تحديًا عالميا يهم الجميع وقد ساهم العراق بشكل كبير في مواجهة هذا التحدي. وأضاف الكاظمي: العراقيون ساعدوا العالم بأكمله في التخلص من شبح الإرهاب الذي كان ينتشر بسرعة، ووقف مع العراق أصدقاء كثيرون، ولكن النصر الذي تحقق على الإرهاب كان في النهاية نصرا عراقيا، وعلى العراقيين أن يشعروا بالفخر أنهم قاتلوا الإرهاب وكالة عن أنفسهم وعن العالم كله".
