سؤال إجابته واحدة بكل لغات العالم ولكل شعوب الأرض بأجناسهم وأطيافهم وأديانهم ومذاهبهم.. حتى كفّارهم يؤمنون بنفس الإجابة. أفهم أنّ قوّة إيمانك تدفعها حقيقة أنّك لاتريد أن تشقى.. وقوة موقفك يسندها اعتقادك بأنّك تملك الحقيقة المطلقة. إن كنت تتَّبع ما وجدت عليه آباؤك، فأنا أحترم ثقتك بهم. إن كنت بحثت بنفسك عن الحقيقة ووجدت ضالتّك، فأنا أهنّئك علي الوصول سالما. إن كنت لا تحبّذ تحمُّل عناء الإختيار وتبعاته من حساب وعقاب محتمل، وتفضِّل أن تتبع المفتين والمجتهدين فإن أصابوا فلهم ولك الأجر وإن أخطئوا فعليهم وزرهم و ووز من تبعهم، فأتمنى لك الرضا بقرارك ونتيجته. وإن كنت قد بدّلت دينك أو مذهبك فأنت تقع تحت الإستثناء لا القاعدة، وكلاهما مشروع في بحثك عن الحق. أقدِّر شغفك بما وصلت إليه وما تطمح للوصول إليه وأنا مثلك.. لا أريد أن أشقى. مثلك أريد سعادة الدارين، وأريد الخلاص واليقين وراحة البال. مثلك أتوق للنعيم الخالد، ومثلنا العالم أجمعين. أنا وأنت وهم نشترك في أكثر بكثير ممّا نتصوّر، ونختلف في أقلّ بكثير ممّا نتصوّر. نشترك في كل ما نريده، في الغاية.. ونختلف في شيء واحد فقط، الوسيلة. فهل كما فهمت أنا أنك مثلي، سوف تفهم أنّي مثلك. هل يتّسع قلبك لأن تتركني أفوز، أم أنه لكي تفوز لابد أن أخسر..؟ ماذا لو فزت أنت وخسرت أنا، ثمّ انكشف لنا أنّني من فاز وأنّك من خسر..؟ هل ستتمنى العودة لتبادل معي الأدوار، أم ستتمنّى العودة لتتركنا نفوز معا، أنا بطريقتي وأنت بطريقتك..؟ هل تتّسع الحقيقة التي وجدتها لأن تتركني مثلك أبحث، أفكر وأختار.. هل تسمح لك بأن تسمح لي أن أعيش.. مثلك؟ أم أن الحقيقة لا تتّسع لأكثر منك ومَن حذوا حذوك. هل شككت يوما بأن الحقيقة التي تجعلك تكرهني وتتمنّى لي الموت والهلاك وتشمت في مصابي ليست هي الحقيقة..؟ عندما أغمض عيناي لأتصوّر الحقيقة أرى نورا مشعّا، أرى سماء صافية، أشعر بسكينة، براحة بال، بحب وتقبُّل وسلام، وأفتح عينياي لأجدني مبتسمة للحقيقة وللحياة ولك.. نعم لك.. وللإنسانيّة. أسألك بربِّك أغمض عيناك وفكِّر بهدوء قبل أن تحكم علي وعلى أطفالي ومجتمعي بما لا تتمنّاه لنفسك وأطفالك ومجتمعك.. @tamadoralyami [email protected]