منذ أن قررت وزارة العمل اتاحة الفرصة للمرأة للعمل في عدة مجالات وظيفية جديدة , تناسب طبيعتها وحاجة مجتمعنا , بدأت العديد من السيدات والفتيات الانخراط في مجالات جديدة مثل محلات بيع مستلزمات النساء , وفي وظيفة " كاشيرات " بالأسواق الكبيرة ونحو ذلك .. غير أن ثمة اشكالية افتراضية تتردد على ألسنة الناس , وهي المخاوف من تمديد ساعات عمل المرأة إلى عدة ساعات بالليل .. الامر الذي جعل سؤالا بدهياً يطرح نفسه .. هل ثمة خطورة على المرأة وهي تعمل حتى منتصف او بعد نصف الليل ؟ .. من جانبنا في (البلاد) استطلعنا آراء عدد من السيدات والفتيات اللواتي يعملن في المجالات النسوية الجديدة , وبعضهن يعملن لعدة ساعات بالليل .. كما وقفنا على آراء عدد من الرجال من ذوي العاملات ليلا وممن لهم آراء معينة في هذه المسألة , فكان هذا التحقيق الصحفي . بداية تحدثت معي الاخت (وفاء فيصل ) فقالت: لا بدأن يكون في الاعتبار عند اقرار ساعات العمل الوظيفي , عاداتنا وتقاليدنا, التي تقدر ظروف المرأة كونها لا تستطيع العمل حتى أوقات متأخرة من الليل.. صحيح أن هناك اعمال تضطر المرأة فيها العمل حتى وقت متأخر مثل الطبيبة. أما بقية الوظائف الاخرى فلا بد أن يكون هناك مرونة في التعامل مع طبيعة وعادات المرأة ووضعها الاجتماعي في بلادنا .. وأنا حقيقة لست مع تمديد دوام السيدات إلى هذا الوقت المتأخر من الليل حفاظاً عليها و على عاداتنا وتقاليدنا. أما الاخت (الهنوف إبراهيم) فقالت من جانبها : انا أرى أنه لا مشكلة في الأمر , أنا مع القرار ولكن اولا يجب تثقيف المجتمع وتوعيته بأن المرأة جزء لا يتجزأ من حياتنا وشرفنا وكرامتنا .. وأن نثبت أن لدى المرأة القدرةعلى القيام بجميع المهام, التي يمكن ان يقوم بها الرجل في مجالات العمل .. وتحدث معنا الأخ (زيادالحميدي) .. فقال: يجب أن تراعى المرأة عند تحديد ساعات الدوام الوظيفي , ويراعى وضعها والتزاماتها تجاه منزلها وأبنائها, وحتى لو لم يكن لديها أبناء , وأنها تتسم ببعض الخصوصيات التي يجب ان توضع في الحسبان.. ولذلك لا يجب معاملتها مثل الرجل في هذه الناحية وان لا تتمدد ساعات عملها الوظيفي الى قرب او بعد منتصف الليل .واضاف : حيث أن هناك اختلافات عديدة بين الرجل والمرأة , خصوصا إننا في مجتمع يعتمد اعتمادا كلياً على المرأة في المنزل, فهي من تراعي الأبناء وشؤونهم, وبالتأكيد نحن في مجتمع لديه تحفظات كثيرة في مثل هذه الأمور. وتشاركنا (عهودإبراهيم ) برأيها , فتقول : أؤيدالقرار– قرار تمديد ساعات عمل المرأة – لما فيه من تغيير لنظرة المجتمع عن عمل المرأة في هذا الوقت نظيراً بمثله في القطاع الخاص .. ويتبع ذلك ضرورة زيادة الحوافز المادية لمن يتمدد عملها , وشغر الوظائف للفئة المستفيدة. وأما الاخت (وداد راشد )فقالت حول هذه القضية : أرى أنه ضروري تمديد العمل المتأخر بالنسبة للسيدات عند وجود الحاجة لذلك, وخاصة العمل بالقطاعات الصحية كالمستشفيات ونحوها . ولكن العمل الممتد ليلا ضمن القطاعات المختلفة مثل الاسواق ونحوها فليس ضرورة العمل المتأخر, نظرا لمكانة المرأة وظروفها في مجتمعنا الإسلامي. وتحدث لنا الاخ (صالح القباص ).. فقال: انا غير موافق على تمديد عمل المرأة ليلا , واقول أن هذا الان صعبا,خاصة أن أكثر السيدات يستخدمن سيارات الأجرة أو سائق بالإيجار الشهري لتوصيلهن بين بيوتهن وعملهن .. ولهذا لا يصح تأخر أوقات العمل للمرأة بالنسبة للمحال التجارية ,ومراكز التسوق و المولات ونحوها . واضاف : انا كما قلت لا أؤيد تمديد عمل المرأة الذي يمتد أحيانا إلى الواحدة ليلاً .. هناك حقيقة سيدات تكون مقرات سكنهم بعيدة عن مكان العمل , مما يجعلهن عرضة للمشكلات عند خروجها للشارع مما قد يعرضها لبعض التصرفات الطائشة لفئة من الشباب غير المتزن هداهم الله, الذين يتربصون بسائقي سيارات الأجرة ممن يحملون السيدات في أوقات متأخرة ليلا مع الأسف. وتشاركنا الراي في هذه القضية الاخت (رانية أحمد) قائلة: أولا تمديد وقت العمل الى ساعات الليل المتأخرة ليس بالضرورة.. لأنه أغلب الفرص الوظيفية المتاحة للسيدات لا تستدعي العمل حتى منتصف الليل.. كما إن عدم توفر و سائل النقل العام والمواصلات التي تضمن لها الذهاب من وإلى العمل غير موجودة بشكل آمن ومضمون.وقالت : إضافة الى ان العمل الليلي وفق عرف المجتمع بالنسبة للمرأة العربية غير محبذ لدى أغلب مجتمعاتنا, ويفوق قدرتها الجسمانية وقدرتها على تحمل أعباء العمل لساعات أطول, مما يسبب لها الإرهاق وعدم القدرة على الإنتاجية بشكل أفضل, سواء في مجال عملها أو اهتمامها بإدارة منزلها ورعاية عائلتها. أما الاخت (غادة مفتي) فتحدثت معي .. قائلة : لا مانع من ذلك .. ولكن يجب ان يكون هناك ضوابط كموافقة ولي الأمر, وإيجاد وسيلة نقل مناسبة وآمنة لها, وأيضاً إيجاد البيئة المناسبة لها والمريحة الآمنة. وقالت : ولكن يجب مقابل ذلك صرف راتب إضافي للمرأة نظرا لطبيعة عملها في هذه الساعات المتأخرة , وقبل كل ذلك يجب أن هذا العمل بهذه الساعات الإضافية اختياريا , وان تكون لديها الرغبة في العمل في هذه الأوقات. كما تحدثت إلينا الاخت (أميرة ) .. فقالت : إذا كانت طبيعة العمل الليلي تفرض على المرأة أو الفتاة البقاء لساعات متأخرة داخل بيئة عملها مثل الطب أو خلافه, فانا أرى أنه لا حرج.. لكنني ارى من المهم جدا في هذه الحالة وجود بيئة عمل أمنه ومريحة للمرأة . وشاركنا أيضاً الاخ (سعيد بن صالح) .. فقال: الوظيفة عموما والدوام الرسمي هوعمل.. سواء كان في الليل أوفي النهار.. وطبيعة العمل تختلف من سيدة إلى أخرى.. فالتي تعمل طبيبة أوممرضة أوفي الجوازات في المطار.. هؤلاء تحكم عليها طبيعة عملها أن تعمل أحياناً طول فترة الليل, بل وإلى الفجر. واضاف : أما التي تعمل في مركز تجاري كأن تعمل" كاشيرة " مثلا , فهذه يفضل لو أنها تنصرف من عملها في وقت مبكر .وإن اضطرت إلى التأخر حتى الساعة الواحدة ليلا , فيجب أن تتوفر لها وسيلة مواصلات آمنة, لكي لا تتعرض للأذى لا قدر الله عند عودتها لبيتها . أما الاخت (نورة العكيل) فقد رأت من جانبها : نحن هنا نرى ان التوقيت الوظيفي يختلف باختلاف الزمان , فالعمل في رمضان مثلا يمتد في بعض الحالات طيلة الليل, وارى الموظف الرجل هو مثل الموظفة المرأة فقط يختلفان في قضية المواصلات.. ولذلك يجب ألا يكون هذا العمل الليلي والتوقيت المتأخر بالإجبار, وإنما بتخيير الموظف أوالموظفة, وتوضيح حاجة العمل لمثل هذا التأخير.واضافت : وغالبا مايكون الأمر عارضا وليس لفترات طويلة, ولكن مع كل ذلك يجب ان يكون هناك تعويضا ماديا مناسبا لساعات العمل الإضافية, وتوفير الاحتياجات المترتبة على هذا التأخير إذا استدعى الأمر مثل المواصلات المهمة جدا في هذه الناحية .. ويجب ان يراعي صاحب العمل الحاجات الإنسانية لدى الموظف او الموظفة اذا كانت ترعى اطفالا صغارا اوحاجة منزلها لها.