أشعر بالحيرة والغصة في آن لزيادة العائدات السياحية العالمية عاماً بعد عام، فقد بلغت بمقدار (1030) مليار دولار في عام (1431ه / 2011م). وتتوقع دولة الإمارات العربية المتحدة أن يبلغ دخلها السنوي من السياحة إلى (171) مليار درهم إماراتي أي ما يعادل (48) مليار دولار عام (1436ه/ 2016م) ويبلغ حجم ما ينفقه مواطنو هذا الوطن في الخارج في السنة ما يوازي (60) مليار ريال سعودي على السياحة الخارجية! وأما الغصة، فهي تبدأ مع أفواج تدفق السائحين الذين يرحلون - زرافات ووحدانا - إلى خارج الوطن بحثاً عن جو ماتع يريح الجسد، والاستجمام والاسترخاء بعيداً عن حرارة الصيف اللاهبة. بالطبع لا يخلو الوطن من مناطق ذات الجذب السياحي سواء على شواطئ الخليج العربي أو على ضفاف سواحل البحر الأحمر أو في المناطق الجبلية الجميلة ذات الطقس البارد في منطقة عسير والباحة والطائف والهدا. كما أن هناك الواحات ومهرجانات (التسوق) في المدن الرئيسية في مكة والمدينة وجدة والرياض والدمام وأبها وحبذا لو عمت أرجاء الوطن في كل عام. وهناك المهرجانات الموسمية التي تقام في مواسم الإجازات، وفصل الصيف في أغلب المناطق، منها جازان وتبوك وحائل والقصيم. وهناك أيضاً الفنادق الفارهة والشقق المفروشة، والمنتجعات السياحية، والشاليهات، والاستراحات على الطرق الرئيسية التي تربط المدن والقرى والهجر ببعضها البعض. ولكن ما يصطدم به السائح ما يلي: * المغالاة في ايجارات غرف الفنادق والشقق المفروشة مقارنة بالايجارات الفندقية أو الشقق في المدن السياحية في الدول المجاورة، فهي الأقل دائماً! كما أن هذه الايجارات تعتمد - بكل أسف - على مزاجية الملاك، اصحاب رؤوس الأموال (رجال وسيدات الأعمال)، والجشع وفي جني أكبر الأرباح بصرف النظر عما يريح السائح من خدمات راقية، ومرافق عامة معاصرة وأسعار مغرية. * النظافة: مفقودة تماماً بسبب انعدام المتابعة والرقابة من الجهات ذات العلاقة وغياب الوعي التعليمي والأسري ووسائل الإعلام المختلفة. * افتقار أغلب المناطق ذات الجذب السياحي إلى مستلزمات السائح الأساسية كأماكن الترفيه البرئ للشباب والبالغين والأطفال وكبار السن، مثل أماكن مخصصة للتنزه من أرصفة للمشاة أو ألعاب ترفيهية لمختلف مراحل العمر للذكور والاناث. هل تعالج الهيئة العامة للسياحة والآثار ,التي حان الوقت لكي تصبح (وزارة السياحة والآثار)، ثغرات ما يقف حائلاً في إيجاد صناعة سياحية وطنية فاعلة للحد من تدفق أفواج المصطافين لقضاء إجازاتهم داخل الوطن لا خارجه؟.