هل هي فترة مراهقة أو ارهاق او انها فترة عبث بها ما سطر بالاوراق من بعض الدراسات التي ابعدت ابناءنا وبناتنا عن الهدوء والسكينة بل قلبت الحياة واصبحت فترة المراهقة تعرف بمرحلة الصراعات الداخلية في نفس المراهق وهو نتيجة رغبة المراهق في الاستقلال او الاحتيال على الوالدين لانها لحظات يريد الاستقلال ولا يريد احد يتدخل في حياته ولحظات يريد ان يحتويه الجميع ويلجأ الى الاحتيال فيميل الى الأب ليكسب ويستفيد. ولحظات الى الأم ليجد الحنان والاحتيال ليأخذ المال كم كنت أتمنى ونحن نقرأ عن الانبياء وسيرتهم أن نعرف عن اسماعيل عليه السلام وكيف كانت علاقته بوالده وتفهمه لأوامر والده الذي تركه هو وأمه ورجع واخبر انه يحلم انه يذبحه وتلبية الابن لكل أوامر الأب حتى بطلاق الزوجة الأولى وبقاء الزوجة الثانية وبعد ذلك الأمر ببناء الكعبة انها التربية الحسنة التي تلقاها اسماعيل من ابوه وامه عليهم السلام اجمعين. والنبي محمد صلى الله عليه وسلم ونحن نعرف طفولته ومعاناته مع يتم الأب والبعد عن حنان الأم والنشأة الأولى في البادية وقساوة العيش فيها وشبابه وتعاقب الحرمان وفقد الحنان من الوالد والوالدة والجد ومعاناة الفقر مع العم ولكن سمو الانسان صقل الكيان فقد اتصف عليه الصلاة والسلام بالصدق والامانة والشجاعة وكل الصفات الكريمة وسوف يقول القراء انهم انبياء ولكن نقول انهم لنا قدوة. ولو نقرأ سيرة الصحابة مثل علي بن ابي طالب عندما اسلم ولم يسلم ابوه وضرب اكبر تضحية بنومه بفراش الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يعرف ما خطط له كفار قريش ولكنها التربية التي ترباها والحكمة التي تلقاها من الرسول عليه الصلاة والسلام. واسامة بن يزيد قائد جيش المسلمين لغزو الروم كان عمره 20 عاما وقيل 18 عاما هل قيل له فترة مراهقة وعش حياتك بل قاد جيشا فيه كبار الصحابة. وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تزوجت الرسول صلى الله عليه وسلم ورغم صغر سنها روت السيدة عائشة العديد من الاحاديث النبوية عن الرسول وخاصة ما يتعلق بحياته الخاصة بلغ عددها 2210 منها 316 في صحيح البخاري ومسلم. وغيرهم من الصحابة والتابعين وهنا نتوقف هل التربية لها دور لمرور فترة المراهقة من دون اصطدام المراهق مع أهله؟. لماذا لا نربي الابناء على التربية التي تجعل فترة المراهقة فترة اثبات الوجود والصعود الى قمة البلوغ ورجحان العقل؟.. لماذا لا تكون فترة المراهقة ميلادا جديدا للفتى والفتاة بعد فترة الطفولة؟ فنبدأ بالصداقة معهم ومناداتهم بأحب الاسماء اليهم ونكنيهم بها وكم أتمنى ان تكون لشخصية محببة بشخص وقدوة حسنة نجعلهم يختارون ملابسهم وأكلهم مع النصح والإرشاد والتوجيه لا نضيق عليهم بل نصادقهم ليصدقوا معنا نربي لا نلبي فقط طلباتهم نتحاور ونتشاور بهدوء ولا نتشاجر لنصل الى النتيجة المرجوة، نقص لابنائنا كيف عشنا تلك الفترة واجتزناها وكيف كانت تلك المرحلة وكيف كانت معاناتها وكيف عانينا وعانى والدانا ومرت الايام بنا وسوف تمر بهم وتمر المرحلة وتكون رحلة ممتعة لا مراهقة متعبة. نوف الحربي