صباح علي الاسمري* قرأت في كتب التاريخ والأحاديث عن حياة الصحابة والتابعين ووجدت أن أعمارهم تتراوح مابين الخامسة عشرة والخامسة والعشرين حيث وصلوا إلى سن الثلاثين من عمرهم وهم خاتمين القرآن الكريم ويروون الأحاديث العديدة عن رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام وكيف كان وقتهم مكتظ بالعلم والتعليم والجهاد والصلاة والقيام ولهم في مجالس الذكر ريادة وامتياز.. وكان مما لفت نظري كتاب للمؤلف محمد جاسم المشهداني وعنوانه أسامة بن زيد القائد الشاب ذلك الصحابي الذي أذهلني بأفعاله البطولية وهو لا يتجاوز الخامسة عشرة من عمرة حيث بدأ يجهاد منذ الثالثة عشر من عمره وبدأ يقود المعارك في سن الخامسة عشر من عمره ورأيت كيف حقق النصر المبين في حروب المرتدين حينما سلمه أبو بكر الصديق القيادة لهذه المعارك وكيف انقلب المرتدين على أعقابهم خاسرين وفاز وانتصر وغنم الغنائم التي لا عدلها ولا حصر.. هذا ليس غريبا في عهد الصحابة والتابعين وكما يقول المثل من شب على شيء شاب عليه! ولكن مايذهلني في زماننا لو أنهم سلموا القيادة لطفل مراهق بنفس عمر أسامة بن زيد يقود معركة الخوبة والحد الجنوبي ضد الحوثيين لجحظت أعيننا وقلنا على الدنيا السلام .. نحن في زمننا هذا نمر بأزمة مقولة تتردد على ألسنتنا دائما ونطلقها على أشباه منهم في عمر أسامة بن زيد وهي أنت لا زلت صغير أنت مراهق لا تفهم شيء اذهب واقرأ قصص ماجد وميكي ماوس وإذا غضب نلزم الصمت نراعي المشاعر فهو في حاله اسمها إثبات الرجولة بين مقت الطفولة والضحية الأم والأب حيث نجد أن العقوق في هذا العمر يبنى طوبة طوبة وإذا وصل لعمر الثلاثين يكون قد شطب العقوق بممارسات لاتعليق عليها . يؤسفني ماوصل إليه المراهق حيث لا أراه إلا طفلٌ مدلل وأتساءل هل العيب في التربية أم في الزمن ؟ وهل دائرة المراهقة تتقلص أم تتمدد مع الزمن؟ في النهاية لو كانوا أطفالنا ومراهقينا كما ادعت كتب علم النفس الحديثة بهذه المصطلحات يعيشون في عصر عمر بن الخطاب ماذا كان فعل بهم ؟ وسيدنا عمر معروف بالحزم والشدة مع الشباب وكما قالت إحدى صديقاتي من فلسطين الحبيبة يقطع عمرها المراهقة شو بتذل.. رحم الله زمن مضى ورحم الله زمن أتى وما زلنا في مجتمعنا نطلق على أصحاب هذا العمر (بمراهق لايقدم ولا يؤخر) كاتبة ومحررة صحفية بصحيفة نجران نيوز الالكترونية