فَرْحَة النَجَاحْ

للعُمر لحظات جمِيلة لَا يمكِن أنْ تمحيهَا الذَاكرة وَلو مضَى عليهَا أعوَام وَأعوَام ، وَأجمَل لحظات العُمر تِلك اللحْظة التِي تُزف فيهَا البُشرى لمنْ حقَق النجَاح ، وَفلذات أكبادَنا فِي كُل عَام يقضُون جُل وَقتهُم فِي المذَاكرة بمراحِلها المختَلفة ، وَهم يحلمُون بِاليوم الذِي تُعلن فِيه النتَائج النِهائية لامتحَان آخر العَام الدِراسي ، فَالكل يَنتظر ، وَالكُل يَترقب ، وَما أجمَل أنْ تَسمع التَهنئة مِمن حَولك ( 1000 مبرُوك ) فَفرحة النجَاح هِي الفَرحة الحقِيقية لِلطلبة وَالطالِبات بَعد عَام مُضنٍ وَشاق مِن الدرَاسة وَالتحصِيل العِلمي ، وَللنجَاح فَرحة لَا يعرِف طعمهَا إلَا أولَئك الذِين يعيشُون تفاصِيلها ، وَلا أستطِيع أنْ أصِف فرحتِي بنجَاح وَحيدتي وَأبنائِي فِي كلمَات محدُودة.
فأمَام مَوجة فَرحة النجَاح تتكسَر مجادِيف الكلِمات ، وَتغرَق الحرُوف بَين مدَاد قلمِي الذِي تعثَر فِي وَصف فرحتِي ، وَيخوننِي اليَوم لِساني عَن التعبِير بَعد أنْ مَن الله عَليه بهذِه النعمَة العظِيمة التِي أكرَم بهَا أبنائِي بِالنجاح ، فَأدخلوا الفَرحة لِقلبي الذِي يتمنَى لهُم كُل جمِيل ، فهَاهِي ابنتِي الوحِيدة الغَالية ضَيْ العِين مَودة تودِع مقاعِد الدِراسة الثانَوية ، وتلِج المرحَلة الجَامعية لِتحقق حلْمهَا فِي خِدمة بلدهَا بَأن تكُون أخصَائية اجتمَاعيه ، وَعبد الله تفَوق بِعون الله ثم اجتهَاده الفردِي لينتَقل إلَى الصَف الثانِي ثانوِي ( طبيعِي ) أمَا مِهندس العَائلة فؤَاد فقَد أسدَل بتوفِيق مِن الله السِتار عَلى المرحَلة الابتدائِية ، وَأخيراً الطالب الطمُوح النجِيب سمِير الذِي يَرغب فِي أنْ يجتَاز أولَى سنوَات المرحَلة الابتدائِية مَطلع العَام القَادم بامتيَاز تَيمناً بإخوَانه ، فمُجمل فرحهمْ هُو فَرحي الحقِيقي الذِي كَان لوالدتهمْ ( سُوزان ) فِيه الكثِير مِن الجهدْ التعَب ، فَهي التِي رافقتهُم طوَال الأيَام وَالليالِي الدِراسية تُرفف عَليهم وَتوجِههم وَترشدَهم وَتحثَهم عَلى بَذل كُل مَا لدَيهم مِن قُدرات لجنِي ثَمرة النجَاح ، ولمْ يُضع الله تعبهَا بمجمَله فأكرمهَا وأكرمنَا جمِيعاً بهَذا الفَرح الجمِيل ، فَلها الشُكر الجزِيل مِني عَلى مَا بَذلته تُجاههم مِن رِعاية وَاهتمَام ، وَلهم منِي أجمعِين صَادق الدُعاء بأنْ يكُون التوفِيق وَالنجَاح حلِيفهم ، وَأنْ يكرمَهم الرحمَن الرحِيم بالفتُوح المبِين ، وَيبعِد عَنهم الشيْطان الرجِيم ، وَيجعلهم مِن المهتدِين الراشدِين ، وَيلبسَهم ثوبْ السِتر والعفُو وَالعافِية فِي الدارِين .
شِعِرْ :
وَالله النجَاح يفُوق وصْف وشعُور
وطعْمه أحْلا مِن المايْ الزُلال القرَاح
فِي ليالِي النجَاح نُشوف لهفَة حضُور
وكُل شَي سِوى اللِي حَرم الله مُباح
ذَاك زِين الشبَاب وِذيك بدْر البدُور
كُل مِنهم تهلَل وَاعتَلاه انشرَاح
ألفْ مبرُوك ياللِي بالظَفر لكْ ظهُور
يَا عسَى الله يِدلك صُوب دَرب الصَلاح
يَا عسَى هَالتخرج لَك حِجاب وِسُور
عَن درُوب الضَلال وَجعل دَربك سمَاح
هَمْسَة :
وَمَنْ أَصْدَقْ مِنْ الله قِيلاً {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}
nabeeh_e@hotmail.com