كثيراً ما يعجبني الشخص الذي يضع له حدود في كل شيء لا يتجاوزوها بالإضافة إلى الحدود الشرعية. فهناك حدود لتعاملاته مع الغير ، وحدود لخصوصياته ، وحدود لعلاقاته . وتلك الحدود مبنية على الإحترام ثم الإحترام فكل علاقة أو تعامل لا يتضمن ذلك يلغيه من حياته حتى عندما يختلف مع غيره يكون ذلك منوطابالإحترام. فالإختلاف سنة كونية قال تعالى : "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ". والإختلاف ظاهرة صحية جميلة شريطة قرنها بالإحترام. فحري بكل إنسان أن لا يكون خريطة صماء يرسم ملامحها وحدودها غيره ؛ بل قد يتجرأ ويشكل تضاريسها من جبال للحزن ووديان للضعف والحسرة . كذلك لايكون كتابا مفتوحا ، أو ذا صفحات خالية يسطر بها الغير مايشاؤون. بل يجب أن يكون قائدا لنفسه ، رحيما بها ، متفقدا لنواقصها ، مشذبا لأخطائها ،مديرا لها وفق الضوابط الشرعية والأخلاقية وحتى تنعم بعلاقات صحية وداعمة ومحفزة كل ماعليك هو أن ترسم حدودك. الكاتبة: زلباء العتيبي.