رحلت تلك الإنسانة التي لم أرها في حياتي ، ولا أعرف عنها سوى اسمها وصوتها الشجي الذي تفيض منه نبرات المحبة والأمومة والرحمة رحلت .....رفيقة الذكر والقرآن ، وعضوة من عضوات حلقات النور والإيمان رحلت .. وشغفها بالقرآن لم يرحل رحلت .. وكل وقت قضته في تسميع الآيات وتصفح القرآن سيكون بحول الله شاهدا لها تم اختيارها من قبل معلمة الحلقة حتى تكون رفيقتي في التسميع وذلك عن بعد بحثت عن اسمها في المجموعة ورقم هاتفها وفي صباح اليوم التالي في تمام السابعة والنصف هاتفتها ووجدتها ترد وهي مرحبة اعتذرت منها لإتصالي في هذا الوقت ، وأني أسابق الوقت قبل الدخول في معمعة العمل ، ضحكت وقالت انا مثلك وهذا انسب وقت لي حيث أنني قائدة مدرسة وكم غمرتني مشاعر الفرحة عندما علمت بأنها من طيبة الطيبة مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم. بدأت بالتسميع لها وكان حفظا غير متقن ،ساهمت العجلة في نسيان الكثير من الآيات كانت تصوب لي الإخطاء ثم قالت أنا سأتصل بك عند الرابعة عصرا لأسمع لك ثم توالت المكالمات حتى انتهينا من سورة المائدة لم نكن نتحدث عن أي شي غير القرآن فقط نسمع ونعود لمشاغل الحياة. ثم تخلفت عن الحلقة لظروف العمل فكانت تراسلني وتحثني على الصبر والمواصلة ولكني انغمست في مشاغل الدنيا الفانية وتركت حلقات الذكر : نؤمل آمالا ونرجو نتاجها وعل الردى مما نرجيه اقرب وبالأمس يأتيني خبر انتقالها إلى رحمة الله. والله إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا على فراقك ياعائش لمحزونون. كل ابن انثى وان طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول رحمك الله رفيقة القرآن رحمك الله ياذات الصوت الندي رحمك الله عائشة الرحيلي وأسأل الله العلي العظيم أن يجعل ماتدارسناه يكون شاهدا لنا لاعلينا. زلباء العتيبي