✒بالأمس وأنا جالس بين ثلة من الشباب الطيبين وصلني عبر الواتس مقطع فيديو من أحد الأصدقاء، ولثقتي بالمرسل فتحت المقطع مباشرة دون تردد، فتفاجأت بأن مقطع الفيديو فيه تجاوز للأدب والذوق العام، ولا يليق أن يرسل مثل هذه المقاطع حتى لو من باب المداعبة أو الملاطفة؛ فالذوق والأدب لا يعلى عليه ولا يليق أن يتجاوزه أحد .. لا شك أن الكتابة شيء جميل يبرز الكاتب من خلاله قدراته الكتابية والأدبية والدعوية ونحو ذلك؛ وكذلك النقل والنشر له نفس الحكم؛ ولكن عند الكتابة أو النشر لابد من الإختيار السليم مع إحترام ومراعاة الذوق العام؛ لأننا محاسبون شرعاً وعرفاً على ما نكتب أو ننشر .. مواقع التواصل عامة تعج بالغث أكثر من السمين، وفي نهاية المطاف ستذهب أنت.. وستبقى كلماتك.. فلا تقل إلا خيراً.. ولا تكتب إلا خيراً.. ولا تفعل إلا خيراً.. ولا ترسل إلا ما يسرك، فليس المهم أن ترسل، ولكن الأهم أن تختار ما ترسله للآخرين، وكن داعٍ للخير لا داعٍ وناشر للشر .. معلومة أكيد 100% كل من كتب كلمة أو جملة في الخير والشر، سيجدها في اللوح المحفوظ يوم القيامة.. يقول الله تعالى: (سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ).. وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسًا يهوي بها سبعين خريفًا في النار».. رواه البخاري .. أجعل جهازك مقبرة لكل شيء غير جيد وغير مفيد، فلا تنشر ما يصلك إلا بعد تمحيص وتدقيق وتثبت، يقول الإمام الشافعي: وما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه ترويقة: أخي المرسل هل فكرت قبل أن ترسل إلى كم ستنتقل رسالتك؟ وكم سيصل المستقبلين لها؟ في هذا الزمن تحقق شيء غيبي أخبر عنه محمد صلى الله عليه وسلم قد يكون عجز عن فهمه الصحابة في حينه قال عليه الصلاة والسلام: (.. إِنَّ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ، فَيَكْذِبُ الْكَذِبَةَ تَبْلُغُ الْآفَاقَ ..). أخرجه الإمام أحمد .. ومضة: كان أكثر شيء فيما مضى يقود الإنسان إلى النار لسان المرء، واليوم أكثر شيء يقود الإنسان إلى النار سبابة المرء!!! قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)