إن الثورة التقنية الرهيبة في العصر الحديث تشهد كل يوم تطوراً وتقدماً غير مسبوق،ففي كل يوم تلد حدثاً جديداً واختراعاً حديثاً وتطوراً حثيثا. إنها ثورة عظيمة اجتثت الإعلام التقليدي القديم الذي جثم على صدور الناس وأغلق أفكارهم وحصر تلقيهم وقيد حريتهم فلم يقبل إلا من يرد ولم يفسح المجال إلا لمن يريد،مارس الإقصائية والانغلاق وتوحيد التلقي وفق ما يريد المشرف والمدير والرئيس والوزارة والوزير والحكومة والحاكم فثارت ثورة الإعلام الجديد وقالت: إليك عني فهذا زمن الحرية والاستقلال ورفض العبودية لغير الكبير المتعال. إن هذه الثورة التقنية الكبيرة تذكرني بالثورات العربية المباركة التي أزالت الظلم والظالمين الجاثمين على صدور الناس وحرياتهم وقيمهم وأرزاقهم. من وسائل التقنية الحديثة: تويتر . . وما أدراكم ما تويتر! إنه وسيلة عظمى ومنبر كبير وخطير،به تبلغ الكلمة إلى الآفاق والحرف إلى الملايين وأكثر،والتأثير إلى فئام وفئام. تويتر كالسيف بيد حامله فإن كان شجاعاً فتك به وإن كان جباناً لم يعمله،وتويتر كذلك من الناس من يستغله فيما يقربه من ربه وينفع الناس وينمي ثقافته ويطور قدراته ويزيد اطلاعه،ومن الناس من يتخذه نادياً للمهاترات والمشاحنات والسباب والسخرية والمكر والكيد والكذب والخديعة والغيبة والنميمة،منهم من يقدم فيه ما ينفع الناس في دينهم ودنياهم ومنهم من يكون وبالاً عليه فلا يقدم إلا كل سوء وضياع،وقسمن ثالث جعله للهو والتسلية وتزجية الوقت كما يقال وهذا سوف يجرفه السيل الجارف ويذهب مع التيار كما يقال وهكذا النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية وقد نسي القوم أو تناسوا أن: مامن كاتب إلا سيفنى *** ويبقى الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء *** يسرك في القيامة أن تراه إنني أنادي جميع رواد تويتر والفيس بوك وكل المواقع أن يتقوا الله تعالى فيما يكتبوا،وأن يعلموا أن ما كان لله يبقى وما كان لغيره يفنى،وأن يعلموا أن الواحد سوف يسأله ربه عن كل كلمة سطرها وكل حرف قاله وكل سطر نشره وكل صغير وكبير قال الله تعالى:( ستكتب شهادتهم ويسئلون ) وقال سبحانه:( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد). وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم: رأيت الليلة رجلين أتياني فقالا لي الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به هكذا إلى يوم القيامة. وفي الحديث الآخر:" إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالا - ما يقدر قدرها- يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب ". أيها المتوترون: قولوا خيراً تغنموا أو اسكتوا عن شر تسلموا،أنشروا الخير من مقاطع وصور وجمل وفتاوى وكتب ومواعظ وكل مفيد ونافع. انصحوا المخطئ وخذوا بيده،وأعينوا المصيب وثبتوه،واصبروا واجتهدوا واعلموا أن مع الإنسان عمر واحد فقط لا يليق أن يصرف منه لحظه في غير ما يقربه من ربه وينفع به البلاد والعباد فكن رجلاً إذا أتى من بعده *** يقولون مر وهذا الأثر . يا ربان الشبكة العنكبوتية ومرتادوها: هل ما تقدمون فيها سيكون في ميزان حسناتكم أم في ميزان سيئاتكم؟! إنه سوف يكتب لكم أو عليكم ولو مثقال ذرة! هل أنتم راضون مطمئنون على ما تقومون به ليكون في ميزان الحسنات في يوم لا يعز فيه إلا الحسنات ؟! تكتبت وقد أيقنت عند كتابتي *** بأن يدي تفنى ويبقى كتابها فإن كتبت خيراً ستجزى بمثله *** وإن كتبت شرا عليها حسابها. عبد الله عوبدان الصيعري - شرورة