تحتاج الأمة في الليالي الحوالك، إلى أئمة مصلحين بررة، يقودونها إلى بر الأمان، وشاطئ السلام، عندما يتكالب عليها دعاة الفتنة من كل حدب وصوب، فالعلماء في هذه الدنيا كربان السفينة يقودون دفتها إلى بر النجاة، ودونهم تتلاطم الأمواج وتعصف بأهل الدنيا في دروب الشهوات وتهوي بهم إلى وادي سحيق من الخرافات والمتاهات. ويزخر التاريخ بالعديد من هؤلاء العلماء، الذين وقفوا ظهيرا للحق في أوقات الفتن، ومن هؤلاء: الشيخ صالح بن عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام. المولد والنشأة ولد الشيخ صالح بن حميد، سنة 1369 ه بمدينة بريدة في القصيم، ونشأ بها وطلب العلم وهو صغير؛ فحفظ القرآن الكريم و"التوحيد" و"العقيدة السفارينية" وغيرها. والتحق الإمام بالمدرسة الابتدائية والمتوسطة في بريدة؛ حيث قرأ أثناء دراسته "كتاب التوحيد" و"زاد المستقنع"، و"العقيد السفارينية"، و"ألفية ابن مالك"، وغيرها على والده، وقرأ "فتح المجيد" على الشيخ محمد بن صالح المطوع. وأتم الشيخ حفظ القرآن في المسجد الحرام، وهو في سن السادسة عشرة، على يد الشيخ الحافظ محمد أكبر شاه، المقرئ المجود المتقن، ويعد من أوائل خريجي جمعيات تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في ربوع البلاد. طلب العلم قدم الشيخ صالح إلى مكة مع والده، وفيها التحق بالمدرسة الثانوية، ثم بكلية الشريعة في جامعة أم القرى بمكة، وبعدها حصل على درجة الماجستير والدكتوراه من الجامعة المذكورة، وكان في أثناء إعداد الرسالتين مدرسًا في كلية الشريعة بجامعة أم القرى. وأثناء وجوده بمكة، قرأ الفرائض على الشيخ عبدالفتاح راوه المكي، ثم عين سنة 1402 ه مدرسًا بالمسجد الحرام؛ فدرس كتبًا منها: "نيل الأوطار"، و"تفسير ابن كثير"، و"مختصر منهاج القاصدين"، وانتفع الطلاب بعلمه وخُلُقِه. وتولى " بن حميد"، إمامة وخطابة المسجد الحرام سنة 1404 ه، كما عُين عميدًا لكلية الشريعة بجامعة أم القرى في إحدى الفترات. أشهر مشايخه: 3-الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله تعالى . 2- الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى. 3- الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله. مؤهلاته العلمية: – حصل على الدكتوراه في شريعة الفقه وأصوله بمكةالمكرمة سنة 1402ه. – حصل على الماجستير في الفقه وأصوله بمكةالمكرمة سنة 1396ه. – حصل على الشهادة الجامعية قسم الشريعة بمكةالمكرمة سنة 1392-1395ه. – اجتاز الثانوية العامة بمكةالمكرمة سنة 1386-1387ه. وظائف – معيد في كلية الشريعة عام 1392ه، وتدرج في الترقي إلى محاضر ثم أستاذ مساعد. – عضو في المجلس الأعلى العالمي للمساجد برابطة العالم الإسلامي. – عضو في اللجنة الشرعية في هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية. – رئيس قسم الاقتصاد الإسلامي بكلية الشريعة بجامعة أم القرى عام 1402ه. – مدير مركز الدراسات العليا الإسلامية المسائية عام 1403ه. – وكيل كلية الشريعة للدراسات العليا عام 1404ه. – عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية عام 1405ه. – عضو مجلس الشورى عام 1413ه. – الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عام 1421ه. إمامة المسجد الحرام – عمل "بن حميد"، إمام في أحد مساجد مكةالمكرمة قرابة عشر سنوات، ثم عهد إليه الإمامة بالمسجد الحرام وصدر القرار بتعيينه إماماً وخطيباً في اليوم الأول من محرم عام 1404ه. – شارك الشيخ في الدعوة من خلال إمامته للمصلين، واعتلاء المنابر خطيباً في سن مبكرة ينوب عن بعض الخطباء، منذ عام 1388ه، كما كان يؤم المصلين في صلاة التراويح في رمضان منذ أتم حفظ القرآن الكريم عام 1385ه. – مشارك ذو حضور متميز في النشاطات الدعوية، عن طريق الجمعيات والهيئات في الداخل والخارج ومتعاون في محاضراتها وندواتها في داخل البلاد وخارجها في المدن والقرى والضواحي؛ حيث كان حريصا على إجابة الدعوات المذكورة لمثل هذا، وإمامة المسجد الحرام هيأت له فرصاً في هذا مذكورة في الداخل والخارج. نشاطه العلمي والشيخ "بن حميد"، له العديد من البحوث وكتب ورسائل كثيرة منشورة منها رسالتان علميتان نالتا الإجازة والتقدير و(بحوث في أدب الخلاف) وأجوبة حول أسئلة أثارتها مؤسسة تنصيرية وبحث في ضابط المثلي والقيمي في الفقه الإسلامي، وقواعد الاجتهاد المذهبي، والعلاقة بين الزهد والورع والاحتياط، إضافة إلى تهيئة جزء من الخطب التي ألقيت بالمسجد الحرام للطبع، وقد تم طبع المجموعات الأولى والثانية والثالثة والرابعة من الخطب، كما قامت جامعة أم القرى بطبع رسالة الدكتوراة (رفع الحرج في الشريعة) ثم أعيدت طباعتها مرات متعددة. أشهر مؤلفاته – وضع الحرج في الشريعة الإسلامية ضوابطه وتحقيقاته. – من خطب المسجد الحرام توجيهات وذكرى (جزءان). – أدب الخلاف- العربية – اللغة الأردية. – تلبيس مردود في طريق العزة –العربية- الأسبانية- الصومالية. – أحداث ومواقف في طريق العزة. – البيت السعيد وخلاف الزوجين. – القدوة ومبادئ ونماذج. – مفهوم الحكمة في الدعوة. – التوجيه غير المباشر في التربية وتغير السلوك. – ضابط المثلي والقيمي عند الفقهاء- تحت الطبع. – نظرة تأصيلية في الخلاف بين أهل العلم.
