قال الكاتب محمد الأحيدب، إن انتشار فيروس "كورونا" في المملكة، فضح كثيراً من القصور ونقص الشفافية منذ عصور، لا سيما داخل المستشفيات وبين الأطباء والاستشاريين على الوجه الأخص. وتناول الأحيدب في مقاله المعنون ب "من حسنات الكورونا" من أسماهم ب "أطباء فاسدون"، مشيراً إلى أن تفشي فيروس كورونا أكد جدية وخطورة الممارسة المنافية للأخلاق المهنية المستشرية وهي منتشرة وتتزايد لأنها لم تحسم بقرار حازم يوقفها حمايةً للمرضى المساكين من نتائجها الخطرة، "ألا وهي ظاهرة ترك بعض أطباء المستشفيات الحكومية مواقع عملهم أثناء الدوام وترك مرضاهم والخروج لعمل غير مشروع في المستشفيات الخاصة والأهلية نهاراً جهاراً ضاربين بالأنظمة عرض الحائط". وقال الأحيدب: إن "كثيراً من الأطباء الاستشاريين الذين يمارسون هذه الممارسات المنافية لأخلاق الطب وللأنظمة وحتى لتعاليم الدين الحاث على الأمانة والإخلاص والذين أسميهم "أطباء فاسدون"، كانوا يدافعون عن هذا السلوك المشين ويحاولون تبريره بمغالطات الطماع الذي أعماه الجشع، وكانت المستشفيات الخاصة التي تستخدمهم لجلب زبائنها تلتزم الصمت والخوف من تطبيق القرارات والتوجيهات التي صدرت يوماً ما بحزم وعزم قريب". وأشار في مقاله المنشور اليوم بصحيفة "عكاظ" إلى أن كارثة كورونا أصابت الكثير من المستشفيات الحكومية التي جاء منها هؤلاء الأطباء، مما وضع المستشفيات الخاصة أمام نارين: "إما إيقاف عيادات هؤلاء الأطباء فيها أو تعرض المستشفى الخاص لنقل المرض عن طريقهم"!! وبيّن أن من الطبيعي أن خيار من وصفهم ب "تجار العلاج" كان إبعاد هؤلاء الأطباء دون احترام، "فوقعت الفوضى في وقف بعض العيادات وتساؤل المرضى عن الأسباب! مع أن كثيراً من المرضى كان أذكى من الطرفين ومدركاً للعبة أصلاً فكان يقول لأقاربه "ابتعدوا عن هذا المستشفى الخاص فهو يستخدم أطباء من مستشفى به كورونا!!". وختم الكاتب الأحيدب مقاله بقوله: "كل مستشفى دخلته الكورونا بطريقة أو أخرى والفرق في الشفافية لكن المحصلة أن للكورونا حسنة؛ فقد فضحت كثيراً من القصور ونقص الشفافية منذ عصور!".