اشتعلت واتسعت دائرة المظاهرات في ليبيا مطالبة بتنحي العقيد معمر القذافي، وشملت المظاهرات مدن بنغازي ودرنة والبيضاء وأجدابيا والقبة وطبرق والزنتان وطرابلس وتاجورا وشحات، في حين قالت منظمة العفو الدولية إن 46 شخصا قتلوا خلال الثلاثة أيام الماضية وتحدث شهود عيان عن أكثر من ذلك. ففي مدينة بنغازي، احرق المتظاهرين جميع المراكز الثورية ومقر إذاعة بنغازي وهدموا نُصبا تمثل الكتاب الأخضر وسيطروا على ثلاث دبابات للجيش، بينما يواصل نحو مائة ألف اعتصاما أمام محكمة شمال بنغازي مطالبين بإسقاط النظام. وأكد مصدر طبي سقوط 21 قتيلا الجمعة و45 جريحا لدى إطلاق بلطجية قال إنهم يرتدون قبعات صفراء الرصاص على تشييع 19 شخصا قتلوا الخميس، مشيرا إلى أن معظم القتلى سقطوا بإطلاق الرصاص على الرأس والصدر. وفي البيضاء القريبة من بنغازي تحدثت منظمات حقوقية ومواقع معارضة عن 14 قتيلا على الأقل، في حين تحدثت مصادر أخرى للجزيرة نت عن 35 قتيلا. كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن محتجين قاموا بشنق رجلي أمن في البيضاء. وقالت مجموعتان ليبيتان معارضتان في المنفى إن البيضاء "باتت في يد الشعب" حيث سيطر عليها المحتجون، وانضم إليهم بعض من الشرطة المحلية. وفي المرج (100 كلم شرقي بنغازي) أحرق متظاهرون مقار أمنية ورفعوا علم البلاد مرددين هتافات ضد العقيد القذافي. ووقعت اضطرابات مماثلة في مناطق أخرى مثل الزاوية وسدراتة والزنتان والرجبان وإيفرن وجادو وأجدابيا والقبة وطبرق وشحات وتاجورا وشحات. وقال مصدر صحفي إن الحوادث الأشد سُجلت في منطقة الزنتان حيث أحرق كل ما يمثل الواجهة الرسمية للدولة، وسيطر المواطنون على الوضع بصورة شبه كاملة. ووفق مصادر ليبية, رفضت وحدات من الأمن المركزي شرقي ليبيا إطلاق النار، بل ساعدت المتظاهرين في طرد فرق أمنية "أفريقية" قيل إنها استُقدمت مع "بلطجية" مسلحين. وذكرت وكالة الانباء الفرنسية ان صحيفة اويا الليبية القريبة من سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي نشرت على موقعها الالكتروني الجمعة ان متظاهرين شنقوا رجلي امن في مدينة البيضاء الليبية الواقعة على بعد 200 كلم شرق بنغازي. كما شهدت العاصمة طرابلس مظاهرات واحتجاجات مناهضة للنظام في مناطق فشلوم والهضبة وقرقارش وبوسليم، وسط تعزيزات أمنية مكثفة. وشهدت مدينة سبها التي ينحدر منها الزعيم الليبي مظاهرات نددت بالقذافي، وفق معلومات أفادت بها مصادر لم يتسن التأكد من صحتها، مشيرة إلى أن أفرادا من قبيلة القذاذفة (قبيلة القذافي) وأفرادا من الأمن أطلقوا الرصاص على المتظاهرين. وبالتزامن مع الاحتجاجات، نقل التلفزيون الليبي مظاهرات بطرابلس مؤيدة للنظام الليبي بمشاركة الزعيم معمر القذافي. من جهتها نقلت وكالة يونايتد برس إنترناشيونال أن تمردا بسجن الجديدة الواقع في إحدى ضواحي العاصمة أسفر عن مقتل ثلاثة معتقلين، بعد أن سجلت مدينة بنغازي هروب نحو ألف سجين وفق ما أكدته مصادر صحفية. بموازاة ذلك حذرت اللجان الثورية -وهي إحدى أعمدة النظام الليبي- "المغامرين" من رد قاس، وقالت إن "سلطة الشعب" والثورة وقائدها كلها خطوط حمر لن تسمح بتجاوزها. من ناحية أخرى، قالت مجموعة أطلقت على نفسها اسم "حركة أحفاد عمر المختار" إنّها تشكّلت من بعض الشباب الليبي بمختلف انتماءاته وانبثقت من رحم الظلم والقمع المسلّط على الشعب الليبي. ودعت حركة "أحفاد عمر المختار" الشعب الليبي إلى "كسر حاجز الخوف والاستلهام من الشعبين التونسي والمصري, وتوحيد الصفوف ولمّ الشمل من أجل مصلحة الوطن, وفرض إرادته بالاحتجاجات والإضرابات حتى يحقق هدفه المتمثّل في تغيير النظام الجائر".