- الرياض - رؤى مصطفى - تصوير - محمد الشنقيطي في مساء بدا وكأنه عودة إلى زمن كانت فيه الشاشة الصغيرة نافذة كبرى على العالم، أقام مقهى السبعينات ضمن مبادرة الشريك الأدبي أمسية حملت عنوان «التلفزيون مرآة المجتمع وذاكرته الأدبية» بمناسبة اليوم العالمي للتلفزيون، وذلك على مسرح الكلية العالمية للسياحة والفندقة بحي الملك سلمان في الرياض. لم تكن الأمسية مجرد استذكار لأجهزة تلفزيون قديمة؛ بل كانت محاولة لفهم التلفزيون بوصفه كائناً يفكر ويحفظ، ويؤرشف الذاكرة الجماعية، أداة تصنع الوعي بقدر ما تنقله، وتكتب التحولات الاجتماعية في صمت الصورة أكثر من ضجيج الخطابات. استضاف اللقاء الإعلامي القدير الأستاذ عبد العزيز العيد، أحد أبرز الأسماء التي شكلت ملامح الشاشة السعودية لعقود، فيما أدار الحوار الإعلامي الدكتور علاء القيسي، الذي قاد النقاش بروح تستعيد البدايات الأولى للتلفزيون السعودي، وكيف أصبح جزءًا من الوعي الثقافي العام. توقف العيد عند مفهوم التلفزيون ك مرآة للمجتمع قائلاً إن الشاشة لم تكن وسيلة عرض فحسب، بل سجل يومي لتحولات المجتمع، وذاكرة تحفظ ملامح الثقافة بين صورة وأخرى. وأوضح أن التلفزيون كان ولا يزال منصة تشكل الذائقة وتبني جسورًا بين الأجيال. كما تناولت الأمسية التلفزيون بوصفه ذاكرة أدبية، إذ احتضن الأعمال الدرامية والبرامج الثقافية التي أسهمت في تدوين جزء مهم من تاريخ الأدب السعودي والعربي، وجعلت النص المكتوب صورة محسوسة يتلقاها المشاهد قبل القارئ. وجاءت المداخلات من الحضور لتناقش مستقبل التلفزيون في ظل منصات البث الحديثة، مؤكدين أن قيمة التلفزيون ليست في التكنولوجيا، بل في عمقه الرمزي ودوره في صناعة الوعي العام. واختُتمت الأمسية بصورة جماعية أعادت إلى ذاكرة المكان دفء السبعينات، حين كان التلفزيون قطعة من روح البيت، وليس مجرد جهاز.