- الرأي - خلود النبهان - الشرقية : حين تتحول الخيوط إلى ذاكرة، يصبح السدو أكثر من مجرد حرفة… من هنا أصبحت تجربة رفعة السبيعي، الحرفية والمدربة السعودية، أكثر من مجرد صنعة؛ بل مشروعًا وطنيًا ورسالة جمالية تعيد تعريف التراث في قوالب معاصرة. رفعة لا تروي حكايتها بالكلمات، بل بالألوان والنقوش، بخيوط تمتد من بيت الشعر إلى منصات التدريب، ومن ذكريات البادية إلى مشاريع تمكين المرأة وريادة الأعمال. وقفت صحيفة الرأي على هذا الإبداع في حوار مع الحرفية والمدربة رفعة السبيعي، حيث استعرضت مسيرتها وتجربتها ورؤيتها في عالم السدو والخياطة، مؤكدة أن الحرفة ليست ذكرى جامدة من الماضي، بل حكاية متجددة تُحيا في الحاضر وتصنع المستقبل. من هي رفعة السبيعي وكيف تقدّم نفسها للجمهور المحب للتراث والفنون؟ أنا حرفية مدربة سعودية اشتهرت بتصاميمي الرائعة في السدو والخياطة، وورثت هذا الحب من والدتي رحمها الله، وبدأت في تعلم هذه المهنة منذ سن الصغر في البادية. ما الذي شكّل شخصيتك كحرفية ومدربة؟ بفضل الله سبحانه وتعالى ثم والدتي، والمثابرة والاجتهاد في تطوير حرفتي، دخلت مجالات عديدة من الدورات وحضور الفعاليات المرتبطة بحرفتي. احكي لنا القصة أو اللحظة التي دفعتك للدخول إلى عالم الحرف اليدوية واختيار السدو والخياطة تحديدًا. بسبب تعلقي بالبادية منذ طفولتي، ومرافقة والدتي في أمور الحياة. تحملين شعار "نصنع لك قطعة سدو لا تُنسى".. ماذا تقصدين به؟ أقصد أنني أصنع تصميم قطع سدو فريدة ومميزة تلبي احتياجات عملائي وتكون ذكريات لا تُنسى لهم، مع المحافظة على الهوية. برأيك، كيف تسهم الحرف التقليدية مثل السدو في حفظ الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء الثقافي؟ أرى أن السدو يساهم في حفظ الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء الثقافي من خلال الحفاظ على التراث السعودي ونشره داخل المملكة وخارجها. بما أنكِ باحثة ومهتمة بالتراث والثقافة والفنون، كيف ترين واقع الحرف التقليدية اليوم ودورها في تشكيل الوعي الثقافي للمجتمع؟ أرى أن الحرف التقليدية تلعب دورًا هامًا في تشكيل الوعي الثقافي للمجتمع، وتحافظ على التراث الوطني وتعزز الانتماء للثقافة السعودية والهوية الوطنية. ما أبرز التحديات التي تواجه الحرفيين اليوم، وكيف تتعاملين معها؟ تواجهنا مشكلة كثير الحرف المقلدة من بعض الدول، بالإضافة إلى هدر الصوف الطبيعي في الأماكن الصحراوية وعدم المحافظة عليه. أحافظ على الموروث التقليدي الأصيل وانقله للأجيال بصفته الطبيعيه مع تطوير فيه، ونحافظ على الصوف الطبيعي من خلال بناء مصانع مخصصه للي إعاده الاستفاده منه. بصفتك مدربة، كيف تصممين برامج التدريب لتغرس حب الحرفة لدى المتدربات إلى جانب تعليم المهارة؟ أصمم برامج تدريبية تغرس حب الحرفة لدى متدرباتي وتعلمهن المهارة والنقوش الأساسية، بهدف نقل الخبرات والمهارات للجيل الجديد. إلى أي مدى ترين أن أعمالك أثرت في المجتمع وأسهمت في دعم الثقافة الوطنية؟ أرى أن أعمالي لعبت دورًا هامًا في دعم الثقافة السعودية من حيث إقبال المتدربات على هذه الحرفة، وتنوع الإقبال بين الشباب والشابات وكبار السن الذين يشعرون بالحنين للماضي وحفظ هويتهم الوطنية. كيف ترين دور الحرف اليدوية في تمكين المرأة اقتصاديًا ودعم ريادة الأعمال؟ أرى أنها تعزز الاقتصاد وترفع من مستوى المرأة العاملة في هذا المجال وتفتح مشاريع جديدة. حدّثينا عن طموحاتك وخططك القادمة لتطوير عملك ونشر الحرفة على نطاق أوسع.؟ أسعى لتطوير أعمالي ونشر الحرفة على نطاق أوسع، من خلال تصميم قطع سدو مميزة ومتطورة تناسب التصاميم العصرية. أي الألوان أو النقوش تفضلين في أعمالك، ولماذا؟ افضل الأبيض والأسود والأحمر، وأفضل النقوش القديمة ذات الطابع التراثي الجميل، وأعمل على تطويرها أيضًا، لأنها موجودة بطبيعتها قديماً. صفِ لنا القطعة الأقرب إلى قلبك وما قصتها.؟ القطعة الأقرب إلى قلبي هي "الرواق"، وهي القطعة التي تكون فاصلًا بين الرجال والنساء في بيت الشعر، ومقاسها ١٣ متر في مترين تقريبًا، لأنها تمثل الشموخ والعز في بيت الشعر. وقد كانت في بيت جدي وجدتي رحمهم الله حين استقبلوا الملك سلمان عندما كان عمره حوالي عشرين عامًا. كيف ترين دور المرأة اليوم في حماية الحرف التقليدية ونقلها للأجيال؟ تلعب المرأة دورًا كبيرًا في الثقافة الوطنية، حيث تحتفظ وتحافظ على الموروث الشعبي وتنقله من جيل إلى جيل عن طريق التدريب والتعليم. ما أثر تفاعل الجمهور مع أعمالك وتصاميمك وأفكارك في تطوير تجربتك الفنية؟ ولله الحمد، حصلت على الكثير من التشجيع، وكان أول من شجعني صاحب السمو الملكي سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، والأمير أحمد بن فهد بن سلمان، بالإضافة إلى الكثير من رؤساء المناطق وكبار المسؤولين. تلقيت تشجيعًا داخل المملكة وخارجها أثناء مشاركاتي الخارجية. ⸻ رفعة السبيعي تثبت أن الحرفة حين تمسك بخيوط الهوية، تتحول إلى مشروع وطني يربط الماضي بالحاضر ويصنع مستقبلًا أكثر اعتزازًا بالجذور. ‹ › ×