- الرأي - خلود النبهان - جازان : أطلق الفنان التشكيلي محمد الجديبا لوحته الجديدة "وطنٌ يحبنا ونحبه" والتي وُلدت تزامنًا مع اليوم الوطني ال٩٥، كأنها ومضة ضوء توحي بالإشراق والاحتفاء، في قلب اللوحة، تتجلّى الكعبة المشرفة في مشهد مهيب، بسوادها اللامع وإطارها المذهب الذي يشرق وقارًا، وإلى جوارها قبة المسجد النبوي الخضراء ومآذنها البيضاء التي تمتد نحو السماء في مشهد يفيض سكينة وجلالًا. ومن الأمام تتوزع البيوت النجدية الطينية بزخارفها التقليدية، وإلى جوارها العِشّة الجازانية بسقفها القشي الدائري، رمز الحياة البسيطة ودفء القرى. وعلى حافة المشهد يطلّ رمز من العمارة الحديثة ليعلن أن المملكة العربية السعودية تسير إلى المستقبل بخطى واثقة. كل هذه التفاصيل تلتقي تحت ظلّ العلم السعودي الذي يرفرف بشكل مهيب كسماء خضراء توحّد المشهد. الجديبا هنا لا يقدّم لوحة عابرة، بل يخلق تكوينًا بصريًا متوازنًا يقود عين المشاهد من مركز اللوحة حيث الحرمين الشريفين، مرورًا بالبيوت والعِشّة، وصولًا إلى رمز العمارة الحديثة، لينتهي النظر عند الراية الخضراء. هذا الترتيب يمنح العمل وحدة إيقاعية تجعل العين تتحرك بانسياب، ويعكس أسلوبًا يقوم على الواقعية الرمزية؛ إذ تبدو العناصر حقيقية في تفاصيلها، لكنها محمّلة بمعانٍ وطنية عميقة تتجاوز مجرد التصوير. الملمس يوحي بالحياة؛ البيوت تبدو وكأنها تنهض من الأرض، والعِشّة تستعيد دفئها القديم ، في رسالة صامتة أن الوطن ليس لوحة ساكنة، بل حكاية متجددة. يقول الفنان التشكيلي محمد الجديبا عن لوحته: ""أردت أن تكون لوحة «وطن يحبنا ونحبه» مثل نافذة يرى منها المشاهد وطنه في لحظة صفاء؛ الكعبة والقبة الخضراء تتوسطان المشهد كنبض الروح، والبيوت والعِشّة تحرسان الذاكرة، والبرج الحديث يفتح الأفق نحو الغد، وتظل الراية الخضراء سقفًا للجميع" هذا العمل ليس مجرد لوحة للتأمل، بل مقال بصري يروي تاريخ المكان بلغة الفن، وسيجد مقره في متحف "جازان بالألوان"، المتحف النوعي الذي أسسه الجديبا ليكون ذاكرة حيّة تحفظ ملامح جازان وتعيد روايتها للأجيال بلغة الألوان. جاءت هذه اللوحة تحية فنية للوطن في يومه الخامس والتسعين، لتؤكد أن الفن أحد أصدق أشكال الولاء والانتماء.